ظاهرة جديدة وغريبة باتت تشكل مصدر قلق وخوف سكان شارع حسيبة بن بوعلي الممتد من بلدية بلوزداد إلى غاية بلدية سيدي أمحمد، تتمثل في سرقة المصابيح الكهربائية سواء أكانت عمومية أو مصابيح خاصة بالمحلات التجارية وضعت لتزيين واجهات المحلات أو لإنارة اليافطات الدالة على نوعية النشاط، وما يزيد من قلقهم أن الغرض من سرقتها من قبل بعض المشردين هو الحصول على قيمة احتياجاتهم للاستهلاك اليومي من المخدرات. يتزايد خوف وقلق سكان العاصمة عموما وشارع حسيبة بن بوعلي على وجه التحديد يوما بعد يوم ليس مع ارتفاع أعداد المشردين الذين يجوبون الشارع ليلا، وإنما لتزايد خطورتهم ودرجة عدائيتهم في أحد أكبر شوارع العاصمة. قلة الحركة تفسح لهم المجال وضعية العاصمة ليلا التي يشل بها النشاط كليا اعتبارا من الساعة العاشرة مساء بحيث تتحول إلى مدينة شبح لا يدل شيء فيها على كونها عاصمة نظرا لحالة الحظر التي تسودها وإغلاق جميع محلاتها، تعد ظروفا ملائمة توفر الجو المناسب لفئة خاصة من المجتمع لممارسة نشاطها بحرية بعيدا عن رقابة أعين ليس بيدها من حيلة سوى طرح معاناتها عبر الصحف الوطنية علها تجد آذانا صاغية لها القدرة على التحرك لإيقاف الظاهرة. لصوص همهم الأول من سرقة المصابيح الكهربائية التي تطالها أيديهم ليس فقط السرقة وإنما السرقة لإشباع رغبة الإدمان ورغبات أخرى باتت تشكل حظر تجول على المواطنين بهذا الشارع سواء من السكان أو المارة، بعدما صار يغرق اليوم في الظلام الدامس مما جعل المار من هناك لا يأتمن على نفسه من السرقات والاعتداءات التي كثرت في الآونة الأخيرة، حسب بعض المواطنين والسبب الظلام. أصبح التجول في هذا الشارع بعد العاشرة مساء بمثابة مغامرة غير محمودة العواقب خاصة وأن مشكل الأمن بوسط العاصمة صار يطرح بقوة في الفترة المسائية حيث تتحول بعض الشوارع والأزقة إلى مناطق محرمة العبور بعد الانتشار الكبير للمشردين، وبالرغم من أن هذه المسروقات من المصابيح الكهربائية التي يتم الاستيلاء عليها لا تمثل في الحقيقة قيمة كبيرة، إلا أن ذلك لم يمنع من الاستيلاء عليها، وهو ما يعطينا صورة عن الحال الذي آل إليه هؤلاء المشردون بحيث لا يتوانون عن سرقة أي شيء يمكنهم من اقتناء كمية صغيرة من المخدرات لا تنتهي جلسات استهلاكها بما تحمد عقباه. اعتداءات تتسبب في عاهات مستديمة يبدو لسامع خبر سرقة المصابيح الكهربائية المستعملة في الإنارة العمومية من قبل فئة من المشردين بغرض تأمين حاجاتهم من المخدرات والمشروبات الكحولية، أمرا جد عادي باعتبار أن غالبية المشردين يلجؤون إما للسرقة أو التسول، قال السيد ''كريم.ق'' من سكان شارع حسيبة بن بوعلي، إلا أنه سيغير رأيه بمجرد أن تصل مسامعه قصص الاعتداءات التي راح ضحيتها أبرياء ذنبهم الوحيد أنهم تجرؤوا أو قادتهم الصدف إلى عبور مناطق صارت محرمة على أمثالهم، أضاف محدثنا وهو يسرد علينا ما وقع مع أحد جيرانه السيد''حميد. س'' مطلع الشهر المنصرم في ليلة ممطرة عند خروجه من المنزل في حدود الساعة الحادية عشرة مساء بحثا عن صيدلية مناوبة لشراء الدواء لأحد أبنائه، فأثناء تنقله من صيدلية لأخرى على طول الشارع كان متبوعا من قبل شابين اعتادا التسكع فيه كانت تبدو عليهما علامات الثمالة والإدمان، لم يترددا في قطع طريق السيد ''حميد'' الذي قاوم طلبهما في تقديم لهما ما بحوزته من مال فكان جزاؤه تلقي ضربة بالسكين على مستوى العمود الفقري، أدخلته عالم المعاقين. حالات عديدة تعرضت للاعتداء من طرف المشردين الذين وجدوا في سرقة المصابيح الكهربائية بشارعنا. قال السيد ''كريم''، وهذا ما يتطلب تدخل السلطات، لوجود عاملين يستدعيان الخوف والقلق، الظلام الذي يسيطر على الشارع وتواجد المتشردين في حالة إدمان وسكر بفضل ما يتحصلون عليه من أموال مقابل بيع هذه المصابيح.