كشف الروائي سعيد بوطاجين عن مشروع جديد خاص بالترجمة، يتعلق الأمر بتأسيس فرقة بحث جزائرية لترجمة الأعمال الاوروبية على أن يتم نشرها في البلدان العربية. يأتي هذا المشروع بعد تعثر مشروع بيت الترجمة الذي أعلن عنه في 2003 والذي بقي حبيس مبنى العناصر لأسباب أرجعها بوطاجين لقضايا داخلية. ويهدف المشروع الجديد حسب بوطاجين إلى إبراز مؤهلات الجزائر في مجال الترجمة سيما وأن العمل فيه سيرتكز على ترجمة اكبر سلسلة من العناوين الأدبية المهمة التي تصدر في فرنسا ليتم نشرها بعد ذلك في مختلف البلدان العربية خاصة بلدان المشرق العربي. وبخصوص تشكيلة فرقة البحث اوضح صاحب ''اللعنة عليكم جميعا'' في حديث خص به '' الحوار'' ان الفرقة ستتكون من أساتذة جامعيين ودكاترة إلى جانب طلبة في قسم الدكتوراه من كل من الجزائرفرنساالامارات العربية المتحدة وابوظبي فضلا عن مترجمين من فرنسا. وقال بوطاجين إن فكرة المشروع جاءت بسبب النقص الذي تعاني منه الجامعات الجزائرية في مجال الترجمة واعتمادنا المفرط على الترجمات القادمة من البلدان العربية . وأكد محدثنا ان الجزائر تمتلك من القدرات والكفاءات ما يؤهلها أن تكون في مصاف الدول المتقدمة في مجال الترجمة، مشيرا في ذات السياق إلى أن ما ينقصنا في هذا المجال هو الدعم، داعيا وزارة الثقافة إلى الاشتراك في هذا المشروع ومد يد الدعم والمساعدة له بغية دفع حركة الترجمة في بلادنا ووضع حد لغزو الآخر هذا المجال. وقال بوطاجين ''نحن أهل لنقوم بما يقوم به الاخر في مجال الترجمة.. علينا ان لا نبقى صامتين حتى لا يلعننا الجيل القادم ويقول ماذا قدمتم للبلاد.. ونحن نفضل أن نعمل مع هيئات رسمية جزائرية لأن الجزائر اولى بالمشروع وإلا نحن ملزمون للتحرك وفق علاقتنا الشخصية". على صعيد آخر اكد بوطاجين أن انطلاقة المشروع ستكون من الجزائر ليكون المشرق العربي القبلة الثانية له. وفي توضيحه سبب تعثر مشروع بيت الترجمة المشروع الذي وئد في المهد قبل ان يولد قال سعيد بوطاجين إنه يجهل الاسباب الحقيقية مكتفيا بالقول بأن المسألة داخلية لها علاقة بمسؤولين من الوزارة المعنية وأنه يرفض التدخل في القضايا المتعلقة بالمسائل الإدارية، رغم ان بوطاجين كان المشرف على المشروع الحلم . ويعود محدثنا ليذكر أنه سبق وأن نبه المنخرطين في المشروع في اول جلسة من تأسيس بيت الترجمة إلى الابتعاد عن القضايا النظرية والدخول مباشرة في مشروع العمل على أساس ان القضايا الشفوية لا تخدم المشروع بقدر ما تقضي عليه. أكثر من هذا اعتبر بوطاجين ان تعثر اغلب المشاريع الثقافية او غيرها في بلادنا مرده أننا نكثر الكلام دون الفعل ''العالم الآن في مرحلة الفعل وليس في مرحلة القول او التنظير''. وحسب بوطاجين فإن نجاح مشروع الترجمة في الجزائر يحتاج إلى الاحترافية والانتقال مباشرة إلى الميدان العملي. وبهذه المناسبة كشف سعيد بوطاجين الذي التقته ''الحوار'' على هامش اشغال الندوة الدولية الأولى حول الترجمة التي احتضنتها الجزائر مؤخرا، عن انشغاله حاليا بتحضير الجزء الثاني من روايته الأخيرة ''اعوذ بالله'' التي ترك نهايتها مفتوحة. وعن غرابة عنوان الرواية مثله مثل عناوين أعماله السابقة التي يتعمد فيها بوطاجين اختيار العناوين المثيرة والغريبة في نفس الوقت قال ''إن الألفاظ والكلمات وأنظمة العلامات لا تكفي للتعبير عما نريده''، وأن عناوينه يستوحيها عادة من صوت الشعب، موضحا انه يقصد ب''اعوذ بالله'' أنه يحتمي بالله.