نظرا للسرية والحيطة الشديدة التي تمت بها عملية كاستينغ نظمتها لاول مرة بالجزائر مؤسسة قطر للعلوم وشملت 30 مخترعا جزائريا والتخوف الذي انتاب أغلبهم من نتائج هذه المسابقة ارتأت جريدة ''الحوار '' التقصي أكثر عن الموضوع لمعرفة تفاصيل وحيثيات هذه القضية وعما إذا كانت المؤسسة المذكورة الممثلة بمكتبها الخاص ''خيال بروداكشن'' المنفذ المباشر لعملية انتقاء أحسن العروض الصناعية. انتقلت إلى المقر الرئيسي للمعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية لمعرفة هل له دور في هذا الكاستينغ وهل تم التنسيق بينه وبين شركة خيال لتنفيذ عملية انتقاء العروض الصناعية المقترحة في المسابقة المذكورة فأوضح مديره العام بلقاسم زياني أن مكتبهم لم يتلق أي اتصال من أي جهة كانت لاطلاعهم بوجود مثل هذا المكتب وبالتالي لم يتم اعلامهم بالعملية التي تمت في الخفاء مع أن المعهد المذكور كما قال هو الوحيد المخول قانونيا في الجزائر للتنسيق والمشاركة في تنظيم مثل هذا الكاستينغ، وحول إمكانية حماية هؤلاء الذين سبق وأن تسلموا شهادة من قبل المعهد الوطني لحماية الملكية الصناعية إذا ما تعرضوا لسلب أفكارهم أوضح زياني ان التشريع الجزائري يضمن حماية المخترعين الذين أودعوا اختراعاتهم لدى المعهد ويسلم بموجبها شهادة تثبت أحقية ملكية البراءة بصفة فردية أوجماعية كما يلتزم بحماية حقوقهم المعنوية والفردية لكن ذلك لا يتعدى حدود الجزائر، وإن حدث لأي شخص ممن تقدم لعملية الكاستينغ هذه وكان مسجلا في قائمة المخترعين الجزائريين الذين أحصاهم المعهد ففي هذه الحالة لا يمكن لهذا الأخير سوى الإدلاء بشهادة تثبت ملكيته للاختراع محل النزاع أمام العدالة، عدا ذلك المعهد ليس له صلاحيات وليس له حق متابعة أية قضية خارج الحدود الجغرافية للجزائر لحماية أي مخترع غامر بتسليم ثمرة جهوده الفكرية لغيره في طبق من ذهب، وأشار نفس المسؤول أن حق الحماية يخص أمرين إثنين أولهما إذا طالب المخترع التعامل مع دول بعينها يتم تحديدها سلفا وليس بطريقة عشوائية وان كان هذا الإجراء القانوني نادرا ما يحدث عندنا في الجزائر يقول زياني نظرا للأموال الباهظة التي تتطلبها هذه العملية، أوكأن يكون صاحب البراءة قد تم إيداع ملفه لدى المنظمة العالمية لحماية الملكية الصناعية، لذلك فإن المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية حسب تأكيد مديره بريء من هذا الكاستينغ وما يخفيه وما قد ينجر عنه من نتائج مهما بلغ حجم خطورتها مؤكدا أن مكتبه لن يتحمل عواقب مسألة ليس له يد فيها.