حتى وإن كان فرّط ''لاإراديا'' في كأس أمم إفريقيا واكتفى بمركز الوصافة، فإن ما حققه المنتخب الوطني العسكري في موعد أوغندا القاري لا يسجل إلا في خانة ''المآثر البطولية''، خاصة وأن الانهزام في المبارة النهائية جاء من خلال ضربات الحظ أو ما يعرف بتسمية ركلات الترجيح بعد انتهاء النزال في 120 دقيقة متكافئا بنتيجة سلبية. وكانت المنتخب الوطني قد أدى مباراة كبيرة واجه من خلالها نظيره من الكاميرون صاحب تتويج الطبعة الفارطة ببسالة وشجاعة نادرتين حسب المدرب الوطني كمال قاسي سعيد. النخبة ذاتها تشكّلت من لاعبين معدّل أعمارهم لا يتجاوز ال 22 سنة، كما أن جلهم ''مهمش'' ويحمل صفة اللاعب الاحتياطي في نوادي البطولة الوطنية بسبب تفضيل المدربين المرضي للعناصر المدلّلة والمخضرمة، وهذا بخلاف المنتخبات التي حضرت دورة ''كامبالا'' حيث كانت مزوّدة بلاعبين محترفين ينشطون كأساسيين لنواد تشارك بانتظام في كبرى الاستحقاقات القارية كما هو الشأن مع منتخب الكاميرون. فضلا عن هذا أقدم الجهاز الفني للمنتخب الوطني وتحضيرا لكأس أمم إفريقيا على إجراء التحضيرات بولاية تنمراست، حيث الحرارة الشديدة والارتفاع العالي على مستوى سطح البحر وهي مقوّمات ساهمت بقوة في شحذ همة اللاعبين وتعبئتهم بالروح الرجالية و''القتالية'' لاقتحام أهوال الأدغال التي ما يزال يفتقدها عديد لاعبي البطولة الوطنية المنشغلين بتوافه الدنيا، بدليل أن تفادي الانهزام الثقيل داخل القواعد أمام إحدى المنتخبات الإفريقية المغمورة بات في عداد ''المعجزة'' كما صوّرته لنا مشاركات مختلف المنتخبات الوطنية في المواعيد القارية خلال الآونة الأخيرة، حتى أن لاعبين من ''الخضر'' واحد من الشرق وآخر من الغرب أكملا ليلتهما بإحدى فنادق بانجول عاصمة غامبيا يتدارسان أمر بيع وشراء سيارة يمتلكها أحدهما قبيل موعد رسمي هام في اليوم الموالي، نجمت عنه ما عرف ب ''مهزلة بانجول'' ذات سبتمبر من عام .2007 وعلى ذكر ولاية تمنراست، فمتى يحرّك القائمون على الشأن الرياضي عندنا ''مادتهم الرمادية'' للاستثمار فيها من خلال جعلها قطبا رياضيا أو مركزا لتدريبات النخبة الوطنية، ما دامت تحوز المواصفات الرئيسة المتعلّقة بهذا الشأن، لاسيما وأن أغلفة مالية ضخمة استفادت منها ''منتجعات'' وليس مراكز تدريب عين الدراهم وبرج السدرية التونسيتين و''إيفران'' المغربية وبقية ''حثالة'' مراكز التحضير بأوروبا الشرقية