أعلن الوزير الأول أحمد أويحيى أن الحكومة بصدد ترسيم جملة من الإجراءات للتكفل بالمقاومين ورجال الدفاع الذاتي استكمالا لتطبيق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية ، وفي رده على سؤال في هذا الصدد على هامش مصادقة نواب المجلس الشعبي الوطني بالغرفة السفلى للبرلمان بالأغلبية الساحقة على مخطط عمل الحكومة خلال الأشهر الأربعة المتبقية من الولاية الرئاسية الحالية، رجح وزير الداخلية يزيد زرهوني أن يستفيد هؤلاء المقاومون الذين يقدر عددهم بعشرات الآلاف من ''تعويضات مادية''، جراء ما تعرضوا له خلال العشرية الحمراء التي عاشتها الجزائر.. استغرق العرض الذي قدمه أويحيى في رده عل تساؤلات وانتقادات وانشغالات النواب بخصوص مخطط عمل الحكومة للفترة المقبلة، أول أمس، أكثر من ساعتين ونصف، حيث صال وجال في مختلف الملفات والقضايا التي أثارها النواب طيلة أربعة أيام من النقاش أو تلك التي ركزت عليها الصحافة في مقالاتها، وذكر منسق السلطة التنفيذية أن 70 بالمائة من ملفات ضحايا المأساة الوطنية قد تمت معالجتها في إطار ما أتى به ميثاق السلم والمصالحة الوطنية ، موضحا بأنه أرسل تعليمة لكل الولاة الجمهورية تقضي بالعمل على استكمال ما تبقى من ملفات ضحايا المأساة بالتنسيق مع القطاعات الوزارية المعنية. على صعيد آخر تعهد أويحيى بأن الحكومة ''ستلتزم وستسهر على توفير كل شروط انتخابات رئاسية ديمقراطية تعددية وشفافة'' ، مشيرا إلى أنه سيحرص على تطبيق قانون الانتخابات الحالي بحذافيره، مستبعدا تعديله قائلا في هذا الصدد '' يظهر لي أن القانون كافي ومن الصعب جدا أن يطرح المشكل قبل 100يوم من موعد الانتخابات''، مذكرا بالتعديلات التي ادخلت عل ذات القانون في سنة2003 على غرار أخراج تصويت قوات الأمن والجيش من مراكز الأمن والثكنات ، وتسليم محاضر الفرز لكل ممثلي المترشحين ، وإعطاء قوائم الناخبين لممثلي الأحزاب أو المترشحين قبل الانتخابات. وبالنسبة لمحور التنمية الاقتصادية قال الوزير الأول'' إذا كنا قادمين على شرح كل الإنجازات فذلك ليس معناه أن كل شيء بخير، ونحن نعترف بوجود نقائص''، معتبرا أن خطر الجزائر ليس في انخفاض أسعار البترول ولكن في نفاذه ، موضحا في سياق آخر أن الطريق السيارشرق غرب سيتم إنجازه ب80 بالمائة مع نهاية سنة .2009 على صعيد آخر أكد أويحيى أن الحكومة عازمة على ''توقيف المهزلة في الاستثمار، ومحاربة الغش'' ، داعيا المنتخبين المحليين والسلطة التنفيذية إلى تعزيز التلاحم والتضامن بينهم خدمة لمصالح البلاد ، وقال متوجها إلى المنتخبين المحليين'' قوموا بواجبكم واحد ما يحابسكم ''، ليضيف متوجها إلى النواب ''مرحبا بكم سواء بأسئلة شفوية أو كتابية ، أو استقبال ". في مقام آخر طمأن أويحيى قائلا بأن ''إيداع احتياطي الصرف الجزائري في أمريكا والمقدر ب168مليار دولار ليس عليه أي خطر''، باعتبار أن 62 في المائة من احتياطي الصرف العالمي موجود في أمريكا حسبه. أما بشأن التباطؤ المسجل في ملف الصفقات العمومية فقال أويحيى ''أبشركم خيرا فبينما كان عدد الملفات بالمئات فإلى شهر نوفمبر لم يبقى سوى 147 ملفا". وأعلن أويحيى فضلا عن البرنامج الخماسي الذي ستباشره الحكومة مع مطلع 2009 إلى غاية ,2014 عن عزم الهيئة التنفيذية على إطلاق برنامج آخر تكميلي للتنمية بحوالي 150مليار دينار يتم الانطلاق فيه مع نهاية السنة المقبلة، وأكد الوزير الأول إنه لن يسمح ''لأي كان أن يقال بأنه هناك تهميش أو حقره تجاه الجنوب''، أو أي منطقة أخرى من مناطق الوطن، وقال إن أكثر من 25 ولاية استفادت من غلافات مالية تكميلية ، وسرد هنا على سبيل التأكيد ما استفادت منه ولايات تيزي وزو ، بومرداس، بجاية والبليدة من مبالغ مالية في إطار التنمية حرصا منه ''على عدم ترك الكرة يلعب بها الغير" . تجدرالإشارة إلى أن النواب قد صادقوابالأغلبية على مخطط عمل الحكومة في المرحلة القادمة، فيما امتنع نواب حزب العمال والجبهة الوطنية الجزائرية عن التصويت، أما نواب حزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية فقاطعو عملية التصويت تماما.