أكدت مديرة الصحة لولاية الجزائر الدكتورة كداد أن سرطان عنق الرحم من بين أنواع السرطان التي يمكن معالجتها وتشفى منها المصابة نهائيا إذا تم اكتشافها مبكرا والتكفل بها خلال المرحلة الأولى للمرض، ويعتبر تحديا في مجال الصحة العمومية. تسعى الوزارة من خلال البرامج الوقائية المسطرة للتوصل إلى ما حققته الدول المتقدمة التي سجل بها تراجع لسرطان عنق الرحم إلى المرتبة الخامسة والثامنة من أنواع السرطان التي تصيب المرأة. ذكرت كداد بمناسبة يوم دراسي تم خلاله تقييم البرنامج الوطني للتشخيص المبكر عن الفيروس المتسبب في سرطان عنق الرحم ،بالتأخر المسجل في هذا البرنامج الذي كان من المفروض أن يمس خمسة ملايين امرأة ما يعد تأخرا ملحوظا في تطبيق البرنامج الوطني 2001-2007 . تميز بنقص التجهيزات لإجراء الكولبوسكوبي أفادت مديرة الصحة في تقييمها لمدى تقدم تطبيق البرنامج الوطني لتشخيص سرطان عنق الرحم بالجزائر، أنه قد تم إجراء لحد الآن 200 ألف فحص مخبري فقط عن طريق عمليات الكشط ''كورتاج'' أي أن العملية قد مست 200 ألف امرأة من أصل 5 ملايين مستهدفة بالبرنامج الممتد على مدى 7سنوات. وأكدت المسؤولة في سياق تصريحها أن الشروع في الفحص والكشف المبكر للخلايا المتسببة في الإصابة بسرطان عنق الرحم يعد خطوة أولى للتكفل بهذا النوع من المرض الذي يأتي في المرتبة الثانية بعد سرطان الثدي عند المرأة ويمثل 5ر10 بالمائة من أنواع السرطان التي تصيب النساء حسب الإحصاءات التي كشف عنها مؤخرا من قبل المعهد الوطني للصحة العمومية، مضيفة أن التشخيص المبكر الذي تقوم به وزارة الصحة من خلال البرامج الوقائية المسطرة يعتبر تحديا في مجال الصحة العمومية للتوصل إلى ما حققته الدول المتقدمة التي سجل بها تراجع في الإصابة بسرطان عنق الرحم إلى المرتبة الخامسة والثامنة من أنواع السرطان التي تصيب المرأة. وجاء في تقييم وزارة الصحة للبرنامج على لسان الدكتورة كداد، أن هذا الأخير اشتمل على مرحلتين أساسيتين، تمثل الأولى في الانطلاق في الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم عبر114 وحدة أنشئت عبر القطر الوطني لهذا الغرض وتكوين 290 تقني سامي مختص في هذا المجال أي بمعدل 5ر2 مختص لكل ولاية. أما المرحلة الثانية فتتمثل في تكوين المعهد الوطني للصحة العمومية لمختصين في طب النساء في مجال الفحوصات المعمقة (كولبوسكوبي) حيث استفاد من هذه العملية 83 طبيبا ب 27 ولاية، ما يبقى حسب الدكتورة غير كاف لتحقيق الأهداف المسطرة ضمن البرنامج، كما تم دعم البرنامج بإسناد لمصالح التشريح الباطني مهمة مراقبة الخلايا المصابة بسرطان عنق الرحم حيث قالت الدكتورة كداد إنه تم فتح 34 مصلحة عبر التراب الوطني يسهر عليها 174 مختص. اللقاح لن يشمل كل النساء من جهته و في رده على أسئلة الصحافة قال البروفسور كمال بوزيد أخصائي في علاج السرطان بمركز بيير وماري كوري إن مجال تشخيص ومكافحة سرطان عنق الرحم يعرف تجسنا ملحوظا منذ سنة 2006 من حيث عدد الفحوصات المخبرية بإجراء عمليات الكشط المنجزة عبر الوطن والتي تضاعفت بعشر مرات. أما بالنسبة للقاح الذي بعرف انتشارا واسعا في الاستعمال في الدول الأوروبية، أوضح بوزيد أنه يبقى رهن عملية التشخيص المبكر الممهدة للتحضير لهذا اللقاح بعد إحصاء النساء والفتيات اللواتي سيشملهن هذا اللقاح لأن هذا الأخير لا يحمي من الإصابة إلا من نوعين من الفيروسات فقط وهما الفيروس 16 و18 من بين الفيروسات المتعددة التي تؤدي إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم، فيما تبقى المرأة غير محمية من الفيروسات المتبقية وهي ,33 ,31 و45 .وبين بوزيد أنه تم تنظيم ورشات عمل خلال هذه الأيام الوطنية الرابعة لتقييم تقدم برنامج تشخيص سرطان عنق الرحم، للمصادقة على خطة عمل يتم تطبيقها في جميع الولايات والخروج بتوصيات لاستدراك النقص المسجل في تطبيق البرنامج الوطني .