عقدت الاتحادية الوطنية للخبازين بداية الأسبوع الجاري مؤتمرها التأسيسي بمشاركة ممثلين عن 30 ولاية وبحضور مسؤولين عن وزارتي التجارة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية فضلا عن ممثلة للسجل التجاري. وفي كلمة خلال افتتاح المؤتمر، أوضح الأمين العام للاتحاد العام و الحرفيين الجزائريين صالح صويلح أن انعقاد هذا المؤتمر جاء ''للتكيف مع توصيات وزارة العمل التي دعت اتحاد التجار إلى تحويل اللجان الوطنية ال 13 التابعة له إلى اتحاديات وتعيين المسؤولين التنفيذيين لكل اتحادية للدفاع عن مصالح المنخرطين بها والتعبير عن انشغالاتهم، مشيرا إلى أن اتحاد التجار والحرفيين نظم ثلاث مؤتمرات خلال سنة ,2008 وخصصت آخرها لمادة الخبز نظرا لأهميته القصوى في حياة المواطن. ولدى حديثه عن واقع المهنة واعتبر صويلح في كلمته أمام الممثلين الولائيين أن الخباز الجزائري يواجه عراقيل متعددة نتجت عن ارتفاع أسعار المواد الأساسية التي تدخل في صناعة الخبز بنسبة تتراوح بين 100 بالمئة و500 بالمئة، ما عدا أسعار الفرينة المدعمة من الدولة، كارتفاع تكاليف الكهرباء والغاز، المحسنات المضافة إلى الخبز وغيرها مشددا على أهمية تعزيز الحوار القائم بين المهنيين ووزارة التجارة. وأوضح الأمين العام للاتحاد أن الخبازون لا يطالبون برفع سعر الخبز، وإنما بالتفاتة من السلطات المعنية لرفع هامش ربحهم جراء التغير في الأسعار الحاصل في الأسواق العالمية والدولية مما اثر عيهم بشكل مباشر، أدى في معظم الأحيان إلى إثقال كاهلهم والتوجه إلى تسويق هذه المادة الحيوية بطريقة غير شرعية. وحسب يوسف كلفات، رئيس اللجنة الوطنية للخبازين، فإن اللجان الولائية التي تم وضعها ستعمل على مراقبة كافة الخبازين غير الشرعيين، سواء بالنسبة للخبازين الذين يفتحون مخابز بطرق غير قانونية، أن لنظرائهم الذين يسوقون الخبز بالشوارع وعلى الأرصفة، مع التشديد على متابعتهم قضائيا، خاصة وأن عددهم في تزايد مستمر. كما أكد كلفات أن القانون الأساسي للخبازين الذي أعدته اللجنة وصادقت عليه الوزارة، تضمن العديد من البنود من شأنها تنظيم ''مهنة الخبازين'' على المستوى الوطني من خلال اشتراط معايير محددة لا بد من توفرها في الخباز، وهي ضرورة حصوله على شهادة كفاءة من مراكز ومعاهد التكوين، شهادة إثبات المهنة وكذا شهادة عمل تثبت ممارسته للمهنة لمدة تفوق 4 سنوات. في حين تم اشتراط تدابير جديدة في سجل ''الخبازين الجدد'' الذين ينوون فتح مخابز في المستقبل، خاصة بعدما تقرر تحديد مسافة 500 متر بين مخبرة وأخرى. من جهة أخرى، شهد المؤتمر الأول للاتحادية الوطنية للخبازين تسجيل عدة مداخلات لممثلي الولايات وبعض المهنيين، طالب فيها معظمهم بتسوية وضعيتهم بالنظر إلى الظروف التي يمرون بها في ظل ارتفاع الأسعار، مشيرين إلى ان السعر الحقيقي للخبز ارتفع من 5ر8 دينار سنة 1996 إلى 13 دينار حاليا، ما يتوجب تدخل الحكومة التي حددت سعره ب 5ر8 دينار لتسوية هذه الحالة، خاصة مع المصاريف المتزايدة المتمثلة في أسعار الكهرباء والغاز، الزيت، المحسنات وحتى الملح والماء. من جهته وردا على تدخلات عدد من المؤتمرين أكد والي يحياوي مدير تنظيم وضبط النشاطات بوزارة التجارة أن الاقتراحات والانشغالات التي تقدم بها المتدخلون بالمؤتمر سترفع إلى الوزارة خاصة تلك المتعلقة بمسألة الضرائب المطبقة على نشاط صناعة الخبز، كما أكد ذات المسؤول أن مصالخه ستتكفل بالجوانب المتعلقة بتكوين الخبازين وتسهيل تزويدهم بالعتاد الضروري لممارسة المهنة والاستثمار فيها. كما ذكر أيضا بدعم الدولة لأسعار الفرينة التي تعد المادة الأساسية في صناعة الخبز والذي سيبلغ مع نهاية العام الجاري 60 مليار دينار في حين سيبلغ دعم مادة السميد ب 80 مليار دج في نفس الفترة. واعتبر ممثل وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية الاتحاد الوطني للتجار والحرفيين الجزائريين شريكا له، مقترحا فتح أبواب التشاور معه، في إشارة منه إلى ان الوزارة تلعب دورا هاما في الحوار، على اعتبار انه المحور الأساسي للتقرب مع الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين، فضلا ان المجلس الاستشاري للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية يجمع كافة المنظمات الوطنية لتعزيز عملها وإبراز دورها.