أقدم منتصف نهار أول أمس عشرات المواطنين التونسيين على محاولة اجتياز الحدود الوطنية من الجهة الشرقية عند المعلم الحدودي رقم ,108 المتوسط لمنطقتي سيدي ظاهر التونسية وبودرياس الجزائرية التابعة إقليميا لبلدية الحويجبات البعيدة بنحو 45 كلم شمال شرق عاصمة الولاية تبسة، إلا أن محاولتهم باءت بالفشل بعد تطويقهم ومنعهم من طرف حرس الحدود التونسي الذي تدخل بتعزيزات أمنية كبيرة في الوقت المناسب. جاءت هذه المحاولة من طرف التونسيين الذين تجاوز عددهم 60 شخصا، احتجاجا منهم على سلطات بلادهم، وعن ظروفهم المعيشية المتدهورة قال شهود عيان ل ''الحوار'' التي كانت متواجدة بعين المكان أن القطرة التي أفاضت الكأس تتمثل في إقدام حرس الحدود التونسي بداية هذا الأسبوع على اقتحام سكنات الغاضبين المقيمين بمنطقة سيدي ظاهر الحدودية التابعة إقليميا لمعتمدية فوسانة ولاية القصرين، وحجز عدد من رؤوس الأبقار التي يملكونها، بحجة أنهم ينوون تهريبها إلى الجزائر. وهو الأمر والإجراء الذي لم يستسغه ويتقبله المتضررون الذي قاموا بعد أن يئسوا من استرجاع أبقارهم بالهجرة الجماعية عبر مسالك ريفية نحو الشريط الحدودي ومن ثمة إلى التراب الوطني للإقامة تعبيرا منهم على رفضهم مواصلة العيش داخل بلادهم في ظل الظروف غير المواتية إلا أن قوات الحرس الحدودي تمكنت من توقيف تقدمهم. عند وصولنا إلى عين المكان وجدنا عددا كبيرا من حرس الحدود الجزائري منتشرين على طول الشريط الحدودي، بينما يوجد في الضفة الأخرى التونسية عدد من الحرس التونسي أيضا، وأمامهم الغاضبون الذين رفضوا لحد كتابة هذه الأسطر الرجوع إلى ديارهم والعدول عن قرارهم القاضي بالهروب والدخول إلى التراب الجزائري إلى غاية إقناع الغاضبين من طرف الحرس التونسية بضرورة الرجوع إلى ديارهم تبقى هذه ليست المرة الأولى التي يقدم لها التونسيون على دخول التراب الوطني عندما يريدون التفاتة من سلطات بلادهم، وقد كانت ''الحوار'' نقلت حيثيات حادثة مشابهة وقعت بمنطقة عائشة أم الشويشة التابعة اقليميا لعقلة أحمد البعيدة بنحو 24 كلم شرق مدينة بئر العاتر 90 كلم جنوب عاصمة الولاية تبسة منذ ثمانية أشهر.