وصفت وزيرة الثقافة خليدة تومي حصيلة قطاعها خلال سنة 2008 بالايجابية والعامرة بالمنجزات والاضافات التي تعززت بها الساحة الثقافية بفضل جهود المبدعين والمنتجين للفعل الثقافي موضحة ان دور وزارتها مقتصر على تهيئة الوسائل والسهر على توفير الشروط التي ترعى وتسند الانتاج الابداعي . واستغلت الوزيرة فرصة استضافتها في حصة تقييمية للساحة الثقافية بثتها القناة الثالثة اول امس بمناسبة نهاية سنة 2008 لتثمن مجمل الخطوات التي حققها المبدعون ومنتجو الفعل الثقافي والفني والفلكلوري الذين استفادوا لانجاز اعمالهم من الميزانية المعتبرة التي خصصتها الدولة لدعم وترقية قطاع الثقافة عامة في البلاد بمناسبة سنة الجزائر عاصمة الثقافة العربية . الميزانية المخصصة لمواصلة مشروع طباعة ألف عنوان لم تكف سوى لطبع 200 عنوان لاول مرة منذ الاستقلال ذكرت الوزيرة وصلت الميزانية التي خصصتها الدولة للقطاع الثقافي سنة 2008 الى 14 مليار دج في حين لم تتجاوزقيمتها السنة التي قبلها 800 مليون دج . وهذا الغلاف المالي المهم لم تكن لتتحصل عليه هيئتها كما اشارت الوزيرة لولا جهود القائمين على تسيير القطاع والبرنامج المحكم الذي سطرته لوزارة للاستفادة باقصى ما يمكن من هذا الدعم الذي تم توضيفه في النهوض واعطاء دفع قوي للحركة الثقافية سواء بالنسبة للكتاب او المسرح او السنيما اوانشاء المؤسسات الثقافية .. وترى الوزيرة ان الاستراتيجية التي سطرتها وزارتها لانعاش الحقل الثقافي اهلتها لتحظى بالثقة ووتكون في مستوى المسؤولية المنوطة بها . وهاهي الارقام كما قالت الوزيرة تؤكد مصداقية قطاعها الذي تمكن بخصوص الكتاب والقراءة العمومية مثلا من فتح فضاءات مكتبية جديدة وتكفلت بانجاز مشروع 413 مكتبة من ضمن ال1541 مكتبة المكلفة بتهيئة العدد الباقي منها وزارة الداخلية وتمكنت هيئتها لحد 2009 من اضافة 117 مكتبة اضافية على المستوى الوطني وبناء على هده الوتيرة فان الجزائر حسب قول تومي سوف تحقق في هذا المجال وفي ظرف عامين ما لم تحققه فيما بين 26 و 1988 ويكمن الهدف من انشاء مثل هذه المكتبات العمومية على حد قولها في توصيل الكتاب للقارئ وجعله في متناوله وذلك فضلا عن قانون المكتبات والذي سنتة وزارة الثقافة في 2007 لضمان ميزانية خاصة تستفيد منها الفضاءات المكتبية بصفة مستقلة . صدور 851 عنوان في 2009 وبالمناسبة ركزت الوزيرة في عرضها التقييمي لسنة 2008 على اهمية ترقية صناعة الكتاب ودعم الابداعات وقد قامت وزارتها في هذا الاطار وضمن تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية بطبع وترجمة 1251عنوان الا ان العملية لم تسر بنفس الوتيرة والسلاسة مع نهاية سنة 2008 نظرا لعدم تلقي القسط الموالي من الغلاف المالي المخصص لهذا البرنامج وعليه وكما اوضحت تومي لو تستطع الوزارة طباعة اكثر من 200 عنوان من ضمن 3 الاف عنوان تلقتها من مختلف دور النشر وهي الان تنتظر استكمال الجزء المتبقي والذي كان من المفروض ان تستلمه مع نهاية 2008 الا انه لم يصلها لحد الان فالامر اذن خارج عن نطاقها . الا انها مع ذلك وعدت بصدور 851 عنوان خلال سنة 2009 بالتعاون مع المؤسسة لوطنية للنشر والتوزيع على ان تستغل فرصة المهرجان الافريقي الذي ستحتضنه الجزائر في جويليا القادم لطباعة او اعادة طباعة 300 عنوان ،كما ستشارك الجزائر وفق قول الوزيرة بمائة عنوان في تظاهرة القدس عاصمة الثقافة العربية2009 . مسرح في كل مدينة سنة 2010 وفيما يتعلق بالمسرح اوضحت تومي ان قطاع الفن الرابع في الجزائر تعزز بستة مسارح جهوية علما بان عدد المسارح من 62 الى 2007 لم يتجاوز 8 مسارح سبعة منها جهوية . وستشهد سنة 2209 انشاء خمسة مسارح جهوية اخرى في كل من ورقلةسطيف بومرداس عين الدفلة على ان تحظى بشار وادرار وجيجل بمسارحها الخاصة في غضون 2010 وذلك في اطار مشروع مسرح في كل ولاية . ستة متاحف جديدة سنة 2009 وامكانية انشاء متاحف خاصة في الجزائر ولم تغفل الوزيرة التطرق الى للدعم الذي خصصته هيئتها لتمويل الاعمال المسرحية موضحة ان كل المسارح الجهوية استفادت من ميزانية تكفل لها انجاز ثلاثة اعمال على الاقل اثنان منها لكبار وواحد للاطفال . وكان للمتاحف نصيبها في تقييم الوزيرة مذكرة بالمتاحف الثلاثة التي انشئت مند 2007 متحف الفن المعاصر ومتحف المنمنمات ومتحف افنون البحرية معلنة انه سنة 2009 ستشهد انشاء 6 متاحف جديدة في كل من تمانراست وتبسة وخنشلة والشلف وبشار . وعلى ذكرها للمتاحف ابدت الوزيرة ترجيبها بفكرة انشاء متاحف خاصة كما هو جار في بلدان عديدة ، وبغية اضفاء حركية وتفعيل قطاع المتاحف عبر الوطن كشفت تومي عن تنصيب لجنة اخصائيين وخبراء في المجال مكلفة بجرد وتسجيل الاملاك الثقافية كخطوة في اتجاه انشاء متاحف كبيرة في المدن الكبرى التي تزخر بالاثار والمعالم والتراثيات مثل وهران وقسنطينة وبجاية . ولم تغفل الوزيرة الاشادة بانجازات السنيما الجزائرية رغم المشاكل التي لازالت تعانيها سواء على الصعيد الانتاجي او التمويلي منوهة بالنجاح الذي حققه فيلم ''مسخرة'' للمخرج الشاب ايلياس سالم الذي فاز مؤخرا بالعديد من الجوائز العربية والعالمية منها الجائزة الكبرى ''المهر العربي'' وجائزة الجمعية الدولية للنقاد السنيمايين في مهرجان الفيلم الدولي في دبي السنيمائي .. والمرشح لجائزة الاوسكار في فيفري المقبل .من خلال ما ذكرته الوزيرة لا يمكن انكار مجمل الايجابيات والاضافات التي تعزز بها الحقل الثقافي خلال السنة الماضية الاان ذلك لا يمنع من الاقرار بعدم الوصول الى ما كان يمكن تحقيقه والوصول اليه بالنظر الى الاموال الكبيرة التي خصصت لانعاش القطاع .. فالمسالة الثقافية في بلادنا ليست بحاجة الى اموال بقدر ما هي بجاجة الى رجال بذهنيات اخرى وكفاءات اخرى حتى يمكنها نفخ روح جديدة في واقعنا الثقافي الذي تكلس وتجمد لدرجة ما عاد ينفع معها التزويق والحركات الخارجية التهريجية . حياتنا الثقافية تراكم عليها الموات وما بقي منها الا رماد بائس بلا طعم ولا رائحة ولا وهج .. تلزمنا ثورة جدية لبعث الروح في جسد ثقافتنا المتخم بالتفاهات والمغلوطات اوالمنكرات حتى انه ماعاد يعرف نفسه ولا يعرفنا .. الوضع اعمق من واخطر من ارقام كانت وارقاما اصبحت وهيكلا منعدما وهيكلا شيد كل المسالة تكمن في اقتدار حقيقي.