تؤكد آخر الأرقام المقدمة من طرف جهاز الدرك الوطني أن ثلاثة جرائم متعلقة بالإخلال بالآداب العامة تسجل كل يوم عبر الوطن، بالإضافة إلى 504 قضية متعلقة بممارسة الدعارة و192حالة اغتصاب خلال.2008 وتشير الأرقام المقدمة من طرف مصالح الدرك الوطني إلى الانتشار الكبير لجرائم الآداب العامة في المجتمع الجزائري، حيث أضحت الاعتداءات الجنسية حدثا تتناقله الألسنة وقاعات المحاكم يوميا. وتحولت هذه الممارسات إلى واقع يفرض نفسه في مجتمع محافظ، فالأرقام التي تتحدث عن الاغتصاب توجب دق ناقوس الخطر، حيث تمكنت مصالح الدرك الوطني في الثمانية أشهر الأخيرة من 2008 من إلقاء القبض على 234شخص ومعالجة 192قضية من هذا النوع، وتم إحصاء 880ضحيةمن بينهم 545انثى، والملاحظ أن المجرمين لا يفرقون بين الذكر والأنثى فالمهم بالنسبة لهم هوإشباع رغباتهم الحيوانية قضايا الاغتصاب والدعارة تملأ المحاكم وحسب جدول الإحصائيات المقدمة من سلك الدرك الوطني فان الجهة الغربية للوطن تتصدر القائمة بخصوص القضايا المعالجة من هذا النوع، وتأتي ولايات عين تيموشنت سيدي بلعباس في المراتب الأولى، تليها ولايات الوسط والشرق على غرار تيزي وزو وقسنطينة أما الولايات الجنوبية فتسجل محاكمها نسبا متدنية في معالجة مثل هذه القضايا ويبدو أن الانحلال الخلقي بدأ ينتشر في المجتمع أمام الأرقام التي سبق الإشارة إليها، حيث لم تعد الكثير من العائلات تؤمن على بناتها وحتى أبنائها في وقت لم يعد فيه المجرمون يفرقون بين الصبي والفتاة، أما الاختطافات التي تنتهي دائما بقتل الأطفال فتبين تحقيقات مصالح الأمن تعرضهم للاعتداءات الجنسية قبل أن يقوم المختطف بقتلهم، وقد ملأت صورهم صفحات العديد من الجرائد الوطنية وشغلت أخبار الاختطاف والاعتداءات الجنسية المواطنين لمدة طويلة، لدرجة أرغمت المواطنين على اصطحاب أبنائهم إلى المدرسة، وإرجاعهم إلى البيت خوفا من تكرر حالات الاعتداء على الأطفال، أما بيوت الدعارة فتشكل وللأسف بؤر فساد بدأت تنتشر في العديد من الأحياء عبر الوطن خاصة في الولايات الداخلية التي تعرف بأنها محافظة وأقل انتشارا لمثل هذه الأماكن، فرقم 504قضية ممارسة دعارة المقدم من الدرك الوطني يبقى بعيدا عن الرقم الحقيقي الذي يؤكد الكثير من الناس أن البيوت التي تنشط في الخفاء كثيرة جدا، أما الفتيات اللاتي يعملن بمفردهن فمتواجدات في كل مكان، في الفنادق والملاهي الليلية والشوارع التي يعرفها مرتادو هذه الأماكن، فجولة بالسيارة ليلا في ضواحي العاصمة ومناطق أخرى تبين حجم وفظاعة تجارة الجسد التي تلقى رواجا من قبل بعض الناس الذين وجدوا فيها تجارة مربحة، وبدؤا باستغلال فتيات في شبكات منظمة تعمل على تلبية طلبات زبائنهم، والملاحظ أن الكثير من هذه المظاهر المشينة بدأت تتغلغل للأسف في مجتمعنا بين الاغتصاب والتحرش الجنسي والاختطاف المتبوع بالاغتصاب في جرائم كثيرة من هذا النوع، وإذا كان سلوك مثل هذا يلقى رفض واستهجان عدد كبير من المواطنين، إلا أن مجتمعنا وللأسف مازال يعاني من هذه الظواهر الغريبة والبعيدة عن تعاليم ديننا وعن عاداته وتقاليده التي ترفض مثل هذه السلوكيات المشينة، ويجمع عد كبير من المواطنين على أنه يجب التصدي لمثل هذه الظواهر بسن قوانين أكثر ردعا لكل من يرتكب مثل هذه الجرائم، للمساهمة في التقليل من خطورتهم على المجتمع .