كيف سيكون تصرف المنظمات الدولية والهيئات العالمية والإقليمية لو أن ما قامت به إسرائيل من مجازر ضد الإنسانية فعلته دولة عربية أو إسلامية ؟ . حقيقة لا يمكنني تصور رد فعل هذه المنظمات وكذا الدول الداعمة لها ، لكن الأكيد أنها '' ستقيم الدنيا ولا تقعدها وستنعت العرب والمسلمين ب '' البرابرة '' وبشتى النعوت الأخرى ، ولا تشفى غيضها وفيضها إلا بعدما تقيم عليها الحصار الغذائي والاقتصادي والدبلوماسي وتجمد عضوية هذه الدولة أو تلك في مختلف المحافل الدولية ابتداء من الأممالمتحدة مرورا باليونيسيف وهيئة حقوق الإنسان ووصولا إلى صندوق النقد الدولي والبنك العالمي وما إلى ذلك من الهيئات التي كشف العدوان الإسرائيلي ، مرة أخرى وليست الأخيرة ، أنها مجرد '' دمية ''بلا روح إنسانية تحرك وفق حسابات '' رخيصة '' . لقد تعدت إسرائيل وعلى المباشر على موظفي الأممالمتحدة ب '' الرصاص '' وقتلت وقنبلت مقرات هيئة '' الأنروا '' لإغاثة اللاجئين بقنابل يقول صانعوها أنها '' ذكية '' ، ولم تترك أي مادة من مواد القانون الدولي الإنساني إلا وداست عليها ب '' الرنجاس '' بما فيها اتفاقيات جنيف ، وجعلت الأطفال والنساء في مقدمة الأشخاص المعنيين بحرب الإبادة التي يقودها جنرالات بني صهيون ، ومع ذلك لم نسمع لا صوت بان كيمون الذي سارع إلى طلب التحقيق في التفجير الإرهابي الذي تعرض له مقر هيئة الأممالمتحدة بحيدرة ، رغم تبنى القاعدة له ، ولم يظهر أي حس للأمين العام لمنظمة اليونيسيف الذي رأي بأعينه مدارس تهدم على رؤوس تلاميذها وصوامع مساجد تقصف فوق المصلين الخاشعين بها . ولم يصدر أي كلام عن مجلس حقوق الإنسان الأممى وكأنه ''أخرص '' ولا من قبل مؤسسات بريتن وودس المالية التي ترى البنية التحتية للاقتصاد الفلسطيني تدمر في عز الأزمة المالية العالمية دون أن يتحرك أو تقل قف لهذا الخراب. لم تترك الحرب على غزة أي قناع إلا وأسقطته وأظهرت لنا مدى درجة بؤس هذه الهيئات التي يقال زورا وبهتانا أنها '' محايدة '' ولكنها في الواقع ليس فقط '' تأكل مع الذئب ولا تندب مع الراعي '' بل تحضر للذئب الصهيوني الغطاء لكي لا ترى شعوب العالم الحقيقة . يحدث هذا للأسف في وقت ما زال بعض القادة العرب لم يفهم أن ما أخذ بالقوة لا يمكن أن تسترجعه الحيل الدبلوماسية ، ولمن لم يفهم هذا فهو أعمى.