يعكف المسؤولون العرب المشاركون في القمة العربية الاقتصادية التنموية الاجتماعية التي تنطلق غدا بالكويت على مناقشة دراسة عربية حديثة تطالبهم ببذل جهد اكبر للحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وتشدد عليهم إعداد يد عاملة مؤهلة لتغطية النقص الذي في تعانيه في هذا المجال. وتوصي هذه الدراسة التي حملت عنوان ''سبل رفع إنتاجية القوى العاملة العربية'' بضرورة التعجيل بإقامة تعاون عربي حقيقي فيما يتعلق بإعداد كوادر عالية الكفاءة في جميع المجالات والمستويات قصد تأهيلها للعمل في الأنشطة الاقتصادية الجديدة، معتبرة ذلك انه الحل الأفضل للتغلب على النقص المسجل في العمالة الماهرة في العالم العربي. وبينت الدراسة ذاتها التي ستعرض في المنتديات الاقتصادية التي ستسبق الاجتماع الرسمي لقمة الكويت انه حدث استنزاف للكفاءات ذات المستوى العالي خارج الوطن العربي مما أدى إلى تسجيل اختلال هياكل مهارات القوى العاملة قطريا وقوميا إلى جانب تواضع مستويات التعليم في الدول العربية، ومضيفة أن نزوح الاتجاه الاقتصادي العالمي نحو الأنشطة المتطورة المستحدثة أدى إلى تفاقم فجوة بين المهارات المطلوبة والمتاحة عربيا ،ومبينة أن ما ضاعف من هذه الهوة هو غياب فرص تدريبية للعمالة الماهرة التي يتم استيرادها من دول غير عربية، الأمر الذي ترتب عليه خلل في التركيبة السكانية في الدول العربية خاصة النفطية منها. وتدعو الدراسة العرب إلى العمل من أجل النهوض بإنتاجية العمالة المشتغلة، وتوفير الموارد المالية اللازمة لتأهيل البطالين من السكان، في المجالات التي تتيح إقامة تنمية عربية شاملة، وملحة على ضرورة إيجاد حلول ميدانية للحد من الهجرة غير الشرعية التي صارت تؤرق الكثير من الدول العربية، نظرا لأنها تعد من بين العوامل المساعدة على استنزاف الكفاءات العربية ، كما أكدت الدراسة ذاته على ضرورة رفع مستوى التعليم في قطاعات الأعمال وتوجيهه نحو احتياجات الطلب على الخريجين الجدد .