لا تزال معاناة تلاميذ المدارس المهترئة والمهددة بالانهيار متواصلة على الرغم من وجودها داخل إقليم ولاية الجزائر العاصمة، على غرار ما يحدث بمدرسة ''إسماعيل يفصح 02 '' المتواجدة على مستوى بلدية باب الزوار. فبعد أن وطأت أقدامنا المدرسة المذكورة، خيل لنا أننا بالقرب من بركة مائية ضخمة، كما تأكدنا من أن 6 من بين 14 قسما تغمرها المياه، صارت جدرانها تسمح بتسرب مياه الأمطار، كما باتت أسقفها الهشة تهدد سلامة وأمن التلاميذ المتمدرسين وحتى الأساتذة. وما زاد الأمر خطورة حسب شهادة الأساتذة والتلاميذ على حد السواء هو أن معاناة التلاميذ والطاقم التعليمي للمؤسسة التربوية ''اسماعيل يفصح 02 '' فاقت مدتها الثلاث سنوات دون أي جديد يذكر. غير أن أساتذة المدرسة أبوا الصمت أكثر عن هذه التجاوزات خاصة بعدما زادت معاناة التلاميذ بسبب رائحة الغاز المنبعثة من داخل الأقسام والتي لم يعرف بعد مصدر تسربها. وقد أنذر الأساتذة كل من أولياء التلاميذ وإدارة المدرسة، مجبرين إياهم على التوجه إلى السلطات المعنية من أجل التدخل قبل حدوث الكارثة التي ستحل قريبا بمعظم الأقسام فيحدث ما لا يحمد عقباه، مؤكدين أن هدفهم من ذلك هو حماية التلاميذ الذين ذاقوا ذرعا من هذه الوضعية. ولم نفوت فرصة تواجدنا بالمدرسة محل الحديث، للاقتراب من التلاميذ الذين أعربوا لنا بدورهم عن معاناتهم المتواصلة وأجمعوا على أن الإرادة هي العامل الوحيد الذي يدفعهم في الاستمرار على مزاولة دراستهم بتلك المدرسة، نظرا لافتقارها لأهم المتطلبات التي يحتاجها التلميذ، خاصة في ظل الأحوال الجوية المتقلبة التي تمر بها العاصمة في الآونة الأخيرة. كما أوضح لنا تلاميذ مدرسة'' اسماعيل يفصح ''02 أنه سبق لهم أن رفعوا شكواهم لدى السلطات البلدية طالبين المساعدة، إلا أن هذه الأخيرة تلتزم الصمت من جهة وتتخلى عن مسؤوليتها من جهة ثانية. من جهته علي عربان نائب ومكلف بالشؤون الاجتماعية بالمجلس الشعبي البلدي لباب الزوار أكد أن سبب التأخر في ترميم المدرسة يعود إلى المراسيم المعرقلة التي وضعتها الأكاديمية والتي تنص حسبه على أن جميع ترميمات المدارس تقع على عاتق أكاديمية التربية، مطمئنا من جهة ثانية أولياء التلاميذ أن الترميمات الواجب إنجازها ستتم في أقرب الآجال، خصوصا بعدما كشفت وزارة التربية مؤخرا أن ترميم المؤسسات التربوية تتقاسم مسؤوليتها كل من السلطات البلدية والتربوية.