حذرت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك من الاستعمال المفرط لمسكنات الألم سواء بوصفة طبية أو بغيرها بالنظر للمضاعفات التي قد تتسبب فيها و التي حصرها الصيادلة ممن عملنا معهم من خلال جولة قمنا بها عبر عدد من الصيدليات بوهران في تضييق الأوعية الدموية ما يريح الأعصاب و بالتالي يزول الألم أو يتقلص مفعوله للحد الأدنى الممكن غير أن نفس المختصين صرحوا بأن نفس العملية تتسبب لاحقا و في حال التناول المفرط أو المتكرر لهذه المسكنات في ارتفاع الضغط الشرياني و أمراض القلب و تلف الكلى و هو ما يكون سريعا في حال أخذ مسكنات ألم قوية و الإدمان عليها و منها “البروفينيد و ديكلوفيناك و فولتارين و حتى البراسيتامول” في حال أخذه المتكرر لأي حالة مرضية بسيطة و لمدة طويلة . كما صرح رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك «زبدي مصطفى» بأن دور الجمعية يركز حاليا على التوعية وسط المواطنين و المرضى من جهة و كذا التدخل لدى وزارة الصحة لمنع ما أسماه بفوضى بيع الأدوية و خاصة مسكنات الألم التي لا يوجد نص قانوني يمنع الصيدلي من بيعها دون وصفة و قال بأن العلاج الذاتي يعتبر الحلقة الأهم في هذا المشكل مصرحا بأن نصف مبيعات الصيادلة من مضادات الألم تتم دون وصفة و هو ما يعكس خطورة المشكل كون ذلك يتسبب لا محال في تأخر تشخيص تعقيدات مرضية عديدة تكون لدى المريض الذي يداوم على تناول مضادات الألم دون استشارة طبية متخصصة. كما أكد الصيادلة ممن عملنا معهم بأن 90% من الوصفات التي تقدم لهم يوميا من المرضى تتضمن هذه المسكنات ما جعلهم يستحسنون الحملة الإعلامية التي باشرتها المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك بتطرقها لهذا الأمر و تحذيرها من مشكل المضاعفات الخطيرة التي تتسبب فيها مضادات الألم خاصة في حال عدم الحاجة إليها حيث صرح لنا الصيادلة بأن جميع وصفات علاج المرضى المصابون بالإنفلونزة تتضمن البراسيتامول بثلاث جرعات يومية حتى في حالات رشح و إنسداد الأنف فقط رغم أن أغلب هذه الحالات تكون غير مصحوبة بألم أو أن الألم يمكن تحمله زيادة على حالات إصابات العين البسيطة كالحساسية أو دخول ملوثات للعين و حالات الانتفاخ البسيط و الحساسية العابرة. كما صرح الصيادلة بأن نسبة المبيعات من هذه المضادات مضمونة أكثر من غيرها على مستوى جميع الصيدليات ما يعكس الإقبال الكبير عليها رغم خطورتها و عدم مساهمة تناولها في علاج المريض إنما تخفيف الألم الذي يكون بسيطا في كثير من الحالات المرضية و قالو بان العديد من المرضى يقبلون على اقتناء هذه المسكنات دون وصفة طبية و يداومون على تناولها لمدة دون أخذ العلاج الحقيقي ما يتسبب في حالة إدمان لديهم عليها خاصة مرضى الكلى لاسيما في حالات النوبات العابرة رغم أنهم الفئة الأكثر تضررا من مسكنات الألم كون ذلك يتسبب في تلف الكلى.