أكد المستشار لدى رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف والذاكرة الوطنية عبد المجيد شيخي، أن استرجاع الأرشيف من فرنسا لم ينطلق فعليا. وقال إن العمل الثنائي مع نظيره الفرنسي بنجامين ستورا لم ينطلق فعليا بسبب تفشي جائحة كورونا. وشدد في حوار مع وكالة الأنباء الجزائرية على وجود إرادة سياسية لدى كلا البلدين فيما يتعلق بهذا الملف. وكشف شيخي عن أنه تواصل مرتين مع المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا المكلف من قبل الرئيس الفرنسي. ولفت شيخي إلى أنه علم مؤخرا بأن المؤرخ ستورا قد انتهى من إعداد تقريره الذي قدمه للرئيس ماكرون. وتضمن التقرير تصورا عاما حول مراحل وأولويات هذا العمل بالنسبة للجانب الفرنسي. وأضاف "لقد أوضحنا للطرف الفرنسي حرص الجزائر على مصارحة شعبها بما يصلها من معلومات تاريخية". وشدد على أنه ليس من حق أي كان حرمان المواطن الجزائري من معرفة تاريخه ككل. وتابع "نريد أن يعرف الطرف الفرنسي أننا لا ننوي ولا نريد إخفاء الحقيقة عن شعبنا". وأضاف "ونطلب من الطرف الفرنسي أن يفعل نفس الشيء تجاه مواطنيه حتى يكونوا على علم بما حدث خلال المرحلة الاستعمارية". وتحدث عن المحاولات المتتالية التي تبذلها بعض الأطراف الفرنسية لطمس الحقائق وإخفاء بشاعة ما عاشه الشعب الجزائري خلال الفترة الاستعمارية. وقال شيخي "لا يزال الطرف الفرنسي يحمل عقدة ماضيه الاستعماري"، مما يجعل من موضوع الأرشيف مسألة جد حساسة. وشدد على أن مطالب الجزائر تنقسم إلى شقين، الأول استرجاع أصول الأرشيف، والثاني تسهيل عمل الباحثين والحصول على نسخ في انتظار استرجاع الأصول. وبالإضافة إلى ما سبق ذكره انتهج الطرف الفرنسي أساليب أخرى "ملتوية" لعرقلة حق الجزائر في استعادة أرشيفها. وأفاد أنه تم نقله من مركز الأرشيف بباريس والمركز الجهوي بأكس أون بروفانس إلى أماكن مجهولة وبعثرته عبر كافة إقليمها.