قالت الحكومة الإثيوبية، اليوم السبت، إن قواتها سيطرت على بلدة أخرى، هي أديجرات، أثناء تقدمها نحو عاصمة إقليم تيغراي، حيث تسعى للإطاحة بقوات المتمردين. وتقع أديجرات على بعد 116 كيلومتراً شمال ميكيلي عاصمة الإقليم. وكانت الحكومة قد أعلنت أمس الجمعة أنها سيطرت على سلسلة بلدات في تيغراي. ولم يصدر حتى الآن رد من متمردي الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي. ويصعب التحقق من تأكيدات جميع الأطراف، لتعطل خطوط الهاتف والإنترنت منذ بداية الصراع في الرابع من نوفمبر الجاري. من جهتهم قال المتمردون في تيغراي إن تسعة مدنيين قُتلوا، وأصيب عدد كبير من المدنيين في هجوم شنته قوات الحكومة الاتحادية على بلدة أديجرات. في سياق آخر، نفت إثيوبيا إجراء محادثات وشيكة حول الصراع في تيغراي، بعد ساعات فقط من إعلان الاتحاد الإفريقي إطلاقه مساعي للتوسط في الأزمة. وكتب فريق العمل الحكومي المعني بإقليم تيغراي على "تويتر" صباح اليوم السبت "الأخبار المتداولة، عن أن المبعوثين سيسافرون إلى إثيوبيا للتوسط بين الحكومة الاتحادية والعنصر الإجرامي في الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، وهمية". وكان رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، الذي يتولى حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي، قد أعلن مساء الجمعة أن الاتحاد عيّن ثلاثة رؤساء سابقين كمبعوثين خاصين إلى إثيوبيا لمحاولة الوساطة بين الأطراف المتصارعة. وقال رامافوزا في بيان إنه تم تعيين يواكيم تشيسانو، الرئيس السابق لموزمبيق، وإلين جونسون سيرليف رئيسة ليبيريا السابقة، وكغاليما موتلانثي الرئيس السابق لجنوب إفريقيا، معبّراً عن "رغبته العميقة في إنهاء النزاع عبر الحوار بين الأطراف". وأضاف أن المبعوثين سيتوجهون إلى إثيوبيا ل"تهيئة الظروف لحوار وطني مفتوح، لحل القضايا التي أدت إلى الصراع"، دون تحديد جدول زمني. وأشار إلى أن تعيين هؤلاء المبعوثين الخاصين يهدف إلى "مساعدة الشعب الإثيوبي الشقيق على إيجاد حل للمشاكل الحالية بروح من التضامن". وأطلق رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، الحائز جائزة نوبل للسلام العام الماضي، حملة عسكرية على منطقة تيغراي الشمالية في الرابع من نوفمبر بهدف معلن هو الإطاحة بالحزب الحاكم فيها، "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" التي اتهمها بتحدي حكومته والسعي لزعزعة استقرارها. وقتل مئات الأشخاص في النزاع الدائر في ثاني أكبر دولة في إفريقيا لجهة عدد السكان، على ما ذكرت تقارير. وفر آلاف السكان من القتال والضربات الجوية في تيغراي وعبروا الحدود إلى السودان المجاور. وأكّد أبي هذا الأسبوع أن العملية العسكرية في مراحلها النهائية. من جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، إلى "فتح ممرات إنسانية" في إثيوبيا لتوفير المساعدات للسكان العالقين في النزاع الدائر في إقليم تيغراي، معرباً عن أسفه لرفض السلطات أي وساطة. وقال لوسائل إعلام في نيويورك "نشعر بقلق بالغ حيال الوضع في إثيوبيا" و"الأثر الإنساني المأسوي" الذي يمتد إلى السودان. وأضاف "نقوم بكل ما هو ممكن لحشد الدعم الإنساني للاجئين الموجودين حالياً في السودان. ونطالب بالاحترام الكامل للقانون الدولي وبفتح الممرات الإنسانية"، دون أن يحدد مواقعها.