تصاعدت حدة التوتر في الشارع المصري بما ينذر بتفجر الوضع السياسي الهش في البلاد قبل مظاهرات معارضة يجري الحشد لها نهاية الشهر الحالي تطالب بسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وبينما أضرم مجهولون النار أول أمس بالمقر المركزي بالقاهرة لحملة تمرد التي تجمع توقيعات سحب الثقة من الرئيس مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، حاصر العشرات منزل قيادي إخواني بمدينة دمنهور عقب ليلة من الاشتباكات الدامية بين أنصار الحملة وكوادر الإخوان سقط خلالها أكثر من 20 جريحا. وتقول قيادات "تمرد" إنها جمعت أكثر من 9 ملايين استمارة لسحب الثقة من الرئيس مرسي، ونجحت الحركة التي دشنها نشطاء شباب في استقطاب قوى المعارضة الرئيسة، كما استقطبت مجددا المواطنين الذين ضجروا من المسيرات المعارضة التي غالبا ما كانت تنتهي بمواجهات عنيفة مع الشرطة،واتهمت قيادات "تمرد" في بلاغ رسمي أول أمس الرئيس مرسي وقيادات إخوانية وإسلامية بالتحريض على الاعتداء على نشطاء الحملة، وحرق المقر الرئيسي لها في وسط القاهرة. وقالت قيادات الحركة إنهم وجهوا الاتهام أيضا لكل من الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، ونائبه خيرت الشاطر، والدكتور سعد الكتاتني، رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة، وعاصم عبد الماجد القيادي بالجماعة الإسلامية، والناشط الإخواني أحمد المغير. وتحولت استمارات "تمرد" خلال الشهر الماضي لظاهرة في الشارع المصري، وسط تنامي الغضب الشعبي ضد سياسات الرئيس مرسي، الذي عجز عن حصار موجة غلاء الأسعار، وحل أزمة الطاقة المتفاقمة في البلاد، ومعالجة تردي الخدمات. وقالت مصادر أمنية أن التحريات المبدئية عن الواقعة أشارت إلى أن 5 مجهولين تسللوا إلى مقر حركة تمرد في شارع معروف القريب من ميدان التحرير، وأنهم أضرموا النيران في باب شقة المقر بالدور الرابع، ويجري تكثيف الجهود للقبض على الجناة. واستنكرت قيادات المعارضة في البلاد الاعتداء على مقر حركة تمرد، واعتبر حزب الدستور الذي يتزعمه الدكتور محمد البرادعي الاعتداء "مؤشرا خطيرا" على ما يمكن أن يحدث خلال الفترة المقبلة، بينما استنكر جلال مرة أمين عام حزب النور السلفي حرق مقر حركة تمرد، وطالب في بيان له أول أمس الأجهزة المعنية بسرعة ضبط الجناة وتقديمهم لمحاكمة عادلة ورادعة لكل من تسول له نفسه أن يستخدم تلك الأساليب، وحذر الرئيس مرسي في حوار له الحكومية من الخروج على القانون أو استخدام العنف أو الترويج له خلال المظاهرات المرتقبة نهاية الشهر الحالي. وقالت مصادر طبية إن 24 جريحا سقطوا خلال المواجهات التي جرت مساء الخميس المنصرم في مدينة دمنهور، وكانت مجموعات شبابية تظاهرت في ذكرى مقتل الشاب السكندري خالد سعيد، قد اشتبكت مع أنصار جماعة الإخوان المسلمين في ميدان الساعة بمدينة دمنهور.