تمت بنجاح باهر الورشات التعليمية التي أطلقت منذ أسبوع عبر محطات المترو الجزائر و ذلك في إطار الطبعة السادسة لمهرجان الأدب و كتاب الشباب حيث تعد سابقة من نوعها في العاصمة أين يعد المترو في حد ذاته حدثا جديدا ما زاد من فضول مستعملي المترو الذين أقبلوا بكثرة على إشراك أطفالهم في مختلف النشاطات المقترحة.و تم ذلك بتنظيم أول مرة منذ إنشاء المهرجان ثلاث ورشات للرسم و الأشغال اليدوية و القصص بداخل محطات البريد المركزي و حديقة التجارب و حي البدر ما استقطب عددا هاما من الأطفال بصحبة أوليائهم اللذين أبدو إعجابهم بهذه المبادرة التي تصادف بداية عطلة الصيف. وما أجمع عليه المنشطون أن هذه الورشات المفتوحة يوميا خلال الظهيرة شهدت إقبالا محتشما خلال الأيام الأولى قبل أن يتزايد يوما عن يوم. و فيما يخص الأعمال التي كانت مبرمجة في محطة البريد المركزي قالت الفنانة التشكيلية مريم آيت الحارة التي تقترح على الأطفال من مختلف الأعمار أشغال التلصيق و الرسم أنها منهكة منذ بضعة أيام في الورشة التي تنشطها بالتناوب عبر محطات المترو الثلاثة نظرا للإقبال الكثيف من قبل الأطفال .موضحة أن هذا كله في سبيل تشجيع التعبير الفني لدى الأطفال حيث أنها ترى أن الورشة تساهم في إنشاء "فضاء للتواصل الاجتماعي"وتمثل هذا في فضاءات التبادل بين أطفال العائلات التي قدمت من مختلف الولايات و أخرى لمهاجرين.مضيفة أن مبادرة منح عدة الرسم (أوراق الرسم و أقلام التلوين) سيسمح للأطفال المعوزين أو أطفال الأحياء الشعبية من التدرب في منازلهم لعدم استطاعت أولياؤهم أحيانا شرائها لهم . كما أشارت إلى رسم من انجاز أحد الأولياء ضمن رسومات الأطفال مبينة على ان بعض الأولياء يفضلون عادة البقاء مع أولادهم خلال الورشات ما يدفعهم إلى المشاركة بدورهم . كما تهدف هذه الورشات إلى نقل التراث الشفهي الجزائري ففي نهائية محطة الميترو بحي البدر يجلس حوالي عشرة أطفال في شكل دائري حول حنيفة حموش و أنيسة لافي اللتان تقترحان بدورهما قصصا باللغة العامية مستمدة من التراث الشفهي الوطني التي تتمثل في قصص أبطالها حيوانات أو شخصيات خرافية للتعبير و الوصول إلى عبرة اجتماعية في غياب التناقل المفقود أو شبه المفقود بالنظر إلى متطلبات الحياة العصرية و سيطرة الأسرة النواة سيما في المدن الكبرى وعن مدى اعجاب الاولياء بمثل هذا الحدث الذي يعد سابقا من نوعه قالت احدى الامهات كانت ترافق طفليها أن ورشة القصص التي تشارك فيها للمرة الثالثة عبارة عن "فكرة رائعة تساهم في نشر التراث الجزائري". مضيفة انها اليوم ستآخذ أطفالها في نزهة إلى حديقة التجارب للمشاركة في الورشات قبل أن تستقل المترو للالتحاق بورشة الرسم التي ينشطها مارسيال لوبونوا مربي ايفواري مستقر بالجزائر منذ سنتين كما تحدث هذا الأخير عن "نقص الوسائل" الذي يواجهه منذ يومين و ذلك بسبب الإقبال المتزايد على ورشته. و إلى جانب الفضاءات المهيئة للو رشات التعليمية أعدت أجنحة لبيع كتب أدبية جزائرية بالإضافة إلى كتيب أصدر في إطار مهرجان الأدب و كتاب الشباب الذي يتضمن مقاطع لنصوص كتبت بقلم عشر أديبات جزائريات. و على عكس الورشات التعليمية لا تستقطب أجنحة بيع الكتب نفس القدر من اهتمام مستعملي المترو حسب أحد البائعين الذي تحدث عن مبيعات عرضية.