أدان عدد من مبدعون ومثقفون جزائريون الأحداث التي تجرى في مصر حيث دع والى ضرورة احترام الحياة البشرية وتقديسها وفق ما اتفقت عليه جميع الأديان السّماوية والتشريعات الإنسانية. وأضاف نص البيان بأن الأحداث المتسارعة بشكل خطير في دولة مصر الشقيقة، تدعونا إلى القلق والخوف من مستقبل غامض غير واضح المعالم، ليس على مصر وحدها وإنّما على كل بلدان المنطقة، سيما بعد الاعتداءات الإرهابية التي تعرّض لها متظاهرون سلميون في ميادين رابعة العدويّة والنهضة و مسجد القائد إبراهيم في الاسكندرية وفي مناطق عدّة من أنحاء مصر، إعتداءات نفذّتها قوّات الأمن المصري ومجموعة من الحساسيات السياسية المخالفة لمؤيدي محمد مرسي، وقد نتج عنها لحدّ الآن مئات القتلى وآلاف الجرحي من المدنيين العزّل،جاءت هذه الاعتداءات مخالفة لكل الأعراف السياسية والإنسانية والأخلاقية التي تدعو إليها الدولة المدنية الحديثة، وترفضها كل القوانين والتشريعات السمّاوية. اعتبرالمثقفون الجزائريون أحداث من ليلة الجمعة إلى صباح السبت 27 جويلية 2013 تنسيقا إجراميا صريحا بين قائد القوات المسلحة عبد الفتّاح السيسي و مجموعات من الإرهابيين استعملت الرصاص والأسلحة البيضاء في تقتيل المتظاهرين السلميين في أنحاء مختلفة من محافظات مصر الشقيقة، وهو تجنّي واضح على القوانين والأعراف الإنسانية ولا يدع مجالا للشكّ إلى أنّها حرب مذهبية على فئة من المواطنين المصريين الشرفاء، ذنبهم الوحيد أنّهم طالبوا بعودة الرئيس الشرعي وإعادة العملية الديمقراطية إلى مسارها الطبيعي.. من هنا، وانطلاقا من كل هذه المعطيات فإننا نندّد بهذه العمليات الإرهابية في حق المتظاهرين السلميين العزّل بحيث رفع مبدعون ومثقفون جزائريون جملة من الدعوات تمثلت في أولا - محاكمة الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع القائد العام للقوّات المسلّحة المصرية بتهمة قتل المتظاهرين والانقلاب على الشرعيّة، والخيانة العظمى. ثانيا - توقيف كل إشكال الاعتداءات المسلحة وغير المسلحة على المتظاهرين، والسّماح لهم بممارسة حقهم في التظاهر والاعتصام . ثالثا - إسعاف الجرحى المتواجدين حاليا بمختلف ميادين مصر، والاستجابة لنداءات الاستغاثة المختلفة. رابعا - إطلاق سراح كل المختطفين المعتقلين في أماكن غير معلومة من طرف المجموعات الإجرامية وقوى الأمن.وللتذكير فان نص هذا البيان حمل توقيع مجموعة من المثقفين على المستوى الوطني من بينهم الشاعر رابح ظريف.ولعساكر يوسف والاعلامي الوليد عبد النور بن يحي والكاتب أبوطالب شبوب ، والسعيد المثردي شاعر وأستاذ جامعي و الاعلامي ومدون يوسف بعلوج و أيضا محمد ياسين بلمنور كاتب وإعلامي و عز الدين طعشوش محضر قضائي وكذا طهاري عبد الكريم كاتب وإعلامي بإضافة إلى أحمد أمين بوضيا ذ أستاذ جامعي و علاء الدين يحياوي أستاذ وأحمد خراوي . شاعر مغربي، مدير موقع نجوم الإبداع ببلجيكا والإعلامي محمد شمّاني ، صلاح الدين مرزوقي شاعر ,و محمد والي إعلامي و الشاعر عبد العالي مزغيش.المثقفون المصريون يردون على أدباء الجزائر شعب مصر أدرى بمصلحة وطنه رد ممثلو المثقفين والأدباء المصريين والعرب على أدباء الجزائر الذين وصفوا أحداث التى تحدث في مصر بأنها إنقلاب على الشرعية ، حيث أصدروا بياناً مستنكرين فيه البيان الذي أصدره أدباء الجزائر الموالين للتيار الإسلامي . وإستهل البيان كلماته قائلاً " الحمد لله رب العالمين الذي وهب مصر رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه , ولله الثناء العظيم أن اختص مصر بخير أجناد الأرض في ثابت القول عن رسولنا الكريم _صلوات الله عليه وسلامه_ الذي لا ينطق عن الهوى .. مصر التى شرفها المولى عز وجل بالذكر في كتابه العزيز, وجعل أهلها في رباط إلي يوم الدين ." الذي نشر في صحيفة المشهد الإخبارية المصرية. وأضاف " خلال الأيام القليلة الماضية خرج علينا بعض أدباء الجزائر الشقيقة الموالين للتيار الإسلامي مانحين أنفسهم حق التحدث بإسم الأدباء والمثقفين العرب دون أي سند أو تفويض بذلك من عموم الأدباء والمثقفين العرب، وقاموا بنشر بيان ظاهره رحمة وباطنه عذاب فيما يتعلق بتطورات الأحداث في مصر متجاوزين هيبة السيادة المصرية وحدود الالتزام بما نصت عليه المواثيق الدولية سعياً منهم لتشويه ثورة "30 يونيو" المباركة التي قام بها أكثر من 33مليون مصري يمثلون أغلبية الجمعية العمومية للشعب المصري لسحب الثقة من نظام أثبت فشله ومراوغته وطغي وتجبر مستتراً بعباءة الدين لتحقيق أطماع فئة كل مسعاها التمسك بالسلطة, نظام تسبب في الانقسام والانشقاق المجتمعي و بث روح التعصب والكراهية والبغضاء بين المصريين للمره الأولى في تاريخ مصر وأنقلب على مؤسسات الدولة مخترقاً سيادة القانون وهيبة القضاء وأدت ممارساته العشوائية في إدارة البلاد إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية بشكل غير مسبوق لتصبح مصر في ظل هذا النظام علي شفا الإفلاس، علاوة على تبنيه لتحالفات خارجية مثلت خطراً حقيقياً علي الأمن القومي المصري الذي تم انتهاكه بالفعل من قبل هذه الجهات الخارجية الموالية لهذا النظام مما يعد تآمراً سافراً على السيادة المصرية، مما دفع شرفاء هذا الوطن وشعبه الواعي إلي التحرك السريع لحماية مكتسبات الثورة والدفاع عن كرامة الوطن وسيادته وإنقاذه من كارثة انهيار اقتصادي وشيك، وكان يوم 30 يونيو هو اليوم الفاصل لإيقاف التعدي على مقدرات الشعب المصري وما واكب ذلك من دعوة الشعب لقواته المسلحة بسرعة التحرك للحفاظ علي ما تبقي من دولة مزقتها ممارسات غير مسئولة لنظام إنفصل شكلاً ومضموناً عن جموع الشعب ولوضع حد للعبث بمقدرات الوطن من قبل حاكم فقد شرعيته بخروجه عن إجماع الإرادة الشعبية وتفريطه في سيادة الدولة وأمنها القومي .. هذا باختصار حقيقة مادار ويدور في مصر، وأردنا توضيحه لكل من التبس عليه الأمر نتيجة لما تبثه بعض القنوات الإعلامية المأجورة التي تزيف الحقائق وتبث الأكاذيب وتولول علي نظام قامر بحاضر مصر ومستقبلها من أجل سلطة زائلة ومصالح فئة قليلة ضلت فأضلت، نظام ضحى بدماء مؤيديه ومعارضيه على السواء ورسم خريطة أطماعه على جثة الوطن, وبما أن أهل مكة أدري بشعابها وشعب مصر أدرى بمصلحة وطنه ." وأكمل البيان " لذا نلفت نظر أصحاب ذلك البيان الذين أعطوا لأنفسهم ما ليس لهم من حق في التحدث بإسم عموم الأدباء والمثقفين العرب، إلي ما يلي:- أولاً : ما حدث في مصر ليس انقلاباً عسكرياً بل هو ثورة شعبية نقلت إدارة البلاد من نظام فقد شرعيته إلى حكومة مدنية مؤقته، واقتصر فيها دور القوات المسلحة في ذلك على أداء واجبها تجاه حماية الشعب وحماية مكتسبات الثورة نزولاً عن إرادة الأغلبية. ثانياً : الإخوة أدباء الجزائر الشقيقة الموالين لتيار الإخوان الذين قاموا بنشر ذلك البيان بالاشتراك مع ندرة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة من أدباء مصر لايعبرون إلا عن أنفسهم ولا يحق لهم التحدث بإسم عموم الأدباء والمثقفين العرب. ثالثاُ : نرفض التطاول علي رجال قواتنا المسلحة وقيادتها ممثلة في سيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي،و الجيش المصري خط أحمر لا نقبل المساس به بأي حال من الأحوال. رابعاً : الشعب المصري وحده مصدر كل السلطات يمنحها لمن يشاء و يسحبها ممن يشاء وفقاً للصالح العام للوطن، ومرفوض رفضاً باتاً أي وصاية علي إرادة الشعب أو التشكيك في ثورته. خامساً:الشعب المصري بكافة طوائفه وأدبائه ومثقفيه لم يتدخل في يوم ما في شئون أي دولة شقيقة أو غير شقيقة، وبالتالي من غير المسموح لكائن من كان التدخل في شئون مصر، مما يعد اختراقاً للأعراف والمواثيق الدولية وتعدياً سافراً على هيبة السيادة المصرية. سادساً : بما يمليه علينا شرف الكلمة كأدباء وما يمليه علينا واجبنا تجاه وطننا نحذر بأننا سنقف بكل حزم وحسم في مواجهة أى محاولة أو بيان أو تصريح خارجي يهدف لتأجيج نار الفتنة والتحريض على التناحر والصدام بين فئات الشعب المصري أو التشكيك في ثورته .. وعلى المجموعة الجزائرية الموالية للإخوان التى صاغت بيان الهجوم على الثورة والتى لا تعبر عن عموم الشعب الجزائري الشقيق الذي نكن له كل الود والاعتزاز، أن تقدم اعتذاراً فورياً للشعب المصري على تدخلها في شئون مصر الداخلية، وأن تتحرى الدقة والحيادية مستقبلاً في ذكر أو تداول أي معلومات تخص الشعب المصري وألا تروج من قريب أو بعيد إلى ما يسىء لثورته التى هي شأناً داخلياً يقتصر على السيادة المصرية فقط ممثلة في الأغلبية الشعبية. سابعاُ : نؤكد على أن الأزهر الشريف هو المرجعية الدينية الوحيدة لعموم مسلمي مصر، وما عدا ذلك هو خروج على وحدة مسلمي مصر، وأن الوحدة الوطنية الراسخة بين كافة الشعب المصري مسلمين وأقباط هي الدعامة الأساسية لوحدة الوطن.