على الرغم من تباين الآراء حول عودة الممثل المصري عادل إمام إلى الشاشة الفضية في "فرقة ناجي عطا لله-2012" عمله الثاني للتلفزيون بعد "دموع في عيون وقحة -1982"، إلا أن الزعيم لم يقف عند الانتقادات التي طاولت المسلسل ليدخل مباشرة إلى أستوديو التصوير لمرة جديدة تحت إدارة أبنه المخرج رامي إمام في سيناريو للكاتب يوسف معاطي. هكذا يتابع الجمهور العربي في شهر رمضان يوميا سلسلة من الشخصيات يحملنا عبرها عادل إمام في مسلسل "العرّاف". بينما يحاول كاتب العمل تناول الأحداث الدائرة في مصر، قبل ثورة 25 يناير وما بعدها في إطار كوميدي دون الخوض في التفاصيل أو التركيز على النواحي السياسية. وبهذا العمل، لن يبتعد إمام كثيرا عن الخط الفني الذي يروق لمحبيه فهو من أبطال الكوميديا السوداء والقادر دوما على اختيار نصوصه لتمس أوجاع الشارع المصري والعربي وتنتزع منهم ضحكة ألم. وبعد رحلة من نوع أكشن - كوميدي في "فرقة ناجي عطا لله، يبدو أن ملامح العمل الجديد لن تختلف كثيرا عن هذه الأجواء. ليصبح عادل إمام أسما مكرسا على مائدة الدراما في رمضان ولاعبا قويا في ساحة المنافسة الدرامية في الموسم المنتظر.شكلت رغبة عادل إمام في خوض تجربة تلفزيونية جديدة للعام الثاني على التوالي مفاجأة للجميع، وهو ما استدعى السعي إلى "تقديم صورة الزعيم بأسلوب مختلف وجديد، وهذا ما سيلمسه المشاهد بشكل جلي في العمل المنتظر"، هذا على حد تعبير رامي إمام مخرج العمل.فمن لواء صارم في مباحث الأموال العامة، إلى رجل أعمال ثري من بور سعيد، دكتور مشهور يمارس الطب في مدينة المنصورة أو سفير في وزارة الخارجية، محام قدير وتاجر أنتيكات محنك وحتى خبير تجميل معروف في بيروت وربما عالم فلكي وعرّاف ذائع صيته في الخليج والعالم العربي.العراف يجمع مجددا بين النجمين الكبيرين عادل إمام وحسين فهمي بعد تعاونهما في تجربة من أنجح الأعمال السينمائية، وهي فيلم "اللعب مع الكبار- 1991"، كما يضم المسلسل الممثلة المصرية شيرين نجمة سلسلة أفلام "بخيت وعديلة". فضلا عن كونه يمثل عودة للعمل بين عادل إمام وطلعت زكريا. تم التصوير داخل مصر وخارجها ويستمر حتى الرابع من شهر رمضان المقبل بعدما أتخذ الممثل المصري عادل إمام قرارا بمنع الإجازات لممثلي "العراف"، قررت الشركة المنتجة للعمل منع أي من النجوم المشاركين فيه من الحصول على إجازات إلى أن يتم الانتهاء من تصوير المسلسل كاملا، خوفا من الوقوع في نفس المشكلة التي حدثت معهم ما قبل العام الفائت مع مسلسل "فرقة ناجي عطا الله" والذي تأجل لعام قبل حلول شهر رمضان بفترة قصيرة وذلك بعد أن اكتشفوا عدم انتهاء فريق العمل من نسبة المشاهد التي تتيح لهم فرصة عرض المسلسل في رمضان.قصة مسلسل "العرّاف"، تدور حول شخصيات متعددة يتقمصها "نصاب محترف" بمواصفات عالمية، لدرجة تمكنه من خداع الجميع بمن فيهم أجهزة الأمن، والتملص من الأفخاخ التي توضع له بدهاء، وتفادي جميع المطبات، والتلاعب بعقول من يحيط به بمن فيهم زوجاته وأبنائه الذين يحاول لم شملهم، لدرجة بات معها أقرب المقربين غير قادر على معرفة هويته واسمه الحقيقيين الذين كان ربما هو شخصيا غير قادر على تذكرهما.يضم العمل عددا كبيرا من نجوم الدراما والكوميديا المصرية، منهم نهال عنبر وعبد الرحمن أبو زهرة وصفاء الطوخي ريهام أيمن ورشا المهدي وشريف رمزي وأحمد فلوكس ومحمد عبد الحافظ ومحمد الشقنقيري.النجم المثير للجدل كان أول من تعرض لانتقادات من بعض الإسلاميين لاستهزائه ببعض الجماعات الدينية في أعماله كما في "مسرحية الواد سيد الشغال" ومواجهة التطرف الديني وتقديمه أدوارا صادمة ومباشرة عن الجماعات الإرهابية كما في فيلم"الإرهابي" وهجومه على ما يسمى الإسلام السياسي.وكان الزعيم قد واجه في 2012 دعوى قضائية أمام محكمة جنح الإسكندرية إلى جانب كل من كاتب السيناريو وحيد حامد والمخرجين شريف عرفة ونادر جلال والكاتب لينين الرملي بتهمة إزدراء الأديان السماوية والسخرية من المقدسات ورجال الدين في أعمالهم الفنية، مثل أفلام "حسن ومرقص" و"مرجان أحمد مرجان" و"الإرهابي" و"الإرهاب والكباب" و"عمارة يعقوبيان" ومسرحيتي "الزعيم" و"شاهد ما شفش حاجة".فقد أحالتها محكمة جنح الإسكندرية إلى محكمة جنح الهرم في القاهرة ومحكمة جنح العجوزة في محافظة الجيزة لأن مواقع إنتاج الأعمال المدعى عليها وعرضها تقع في دائرتيهما، وفي 2 فيفري 2012، قضت محكمة جنح الهرم في القاهرة على النجم المصري بالحبس ثلاثة أشهر ودفع غرامة قدرها 1000 جنيه مصري بتهمة ازدراء الدين الإسلامي من خلال أعماله الفنية السينمائية.في وقت أكد الفنان عادل إمام من جهته أنه لم يكن لديه علم بهذه الدعوى التي صدر فيها حكم غيابي بحبسه وتغريمه، ولم يصله استدعاء إلى المحكمة، ولم يذهب محام للدفاع عنه في التهمة المشار إليها، مطالبا في الوقت نفسه بضرورة احترام حرية الإبداع والتعبير الفني. في 26 افريل قررت محكمة جنح العجوزة عدم قبول الدعوى المقدمة ضد عادل إمام ووحيد حامد وشريف عرفة ونادر جلال ولينين الرملي بشقيها المدني والجزائي وفي وقت لاحق قضت محكمة الاستئناف ببراءة عادل إمام من تهمة ازدراء الأديان، مصرحة أنها لم تجد في أعماله إساءة إلى الإسلام أو الديانات السماوية الأخرى، فألغت الحكم بالسجن وحكمت على المدعي بتعويض التكاليف. العراف ليس له علاقة بالرئيس مرسي "العراف برئ من مرسي" بهذه الكلمات نفى الفنان عادل إمام ما تردد حول تجسيده شخصية الرئيس المعزول محمد مرسي من خلال مسلسله الجديد مؤكد بانه هذا القول غير صحيح فالعمل سياسي كوميدي، ولا علاقة له من قريب أو بعيد بالرئيس مرسي، وما كتبته الصحف والمواقع الإلكترونية من أن المسلسل يتناول قصة الرئيس المعزول غير صحيح. فالمسلسل لا يقصد رجلا بعينه، لكني اقدم شخصية قريبة من الأحداث التي نعيشها، فالكوميديا السياسية التي تمر بها البلاد الآن لم تجسد من قبل في أي عمل فني، فشخصية «العراف» تركيبة لكل ما نراه على أرض الواقع كما أنه يغوص في النفس والطبيعة البشرية للإنسان المصري التي تجعله يؤمن بأشخاص قد لا يستحقون سوى أن نسخر منهم. تجدر الإشارة إلى أن عادل إمام كان قد أشترط عدم تطرق الكيلاني في حوارها معه لحياته الخاصة واقتصار الحديث إلى محاور حول مشواره الفني الذي بدأ منذ ما يزيد عن الأربعين عاما ويضم في رصيده للتلفزيون والسينما والمسرح أكثر من 160 عملا.