انطلقت من ولاية تبسة سلسلة من المبادلات الثقافية التي يشرف عليها اتحاد الكتاب الجزائريين بالتنسيق والشراكة مع نظيره التونسي وذلك بحضور رئيس الاتحاد, الشاعر يوسف شقرة. وفي لقاء أدبي احتضنته دار الثقافة محمد الشبوكي بعاصمة ولاية تبسة، أعلن يوسف شقرة عن الانطلاقة الفعلية لهذه اللقاءات الأدبية التي ستحط رحالها كل مرة في ولاية من ولايات الوطن، مشيرا إلى أن الحلقة الأولى احتضنتها ولاية تبسة بمناسبة إحياء الذكرى ال 68 لاندلاع الثورة التحريرية وفي خضم الاحتفال بستينية الاستقلال. واعتبر ذات المتحدث أن الثقافة "عنصر هام للربط بين الشعوب باعتباره الأكسجين الذي يعمل على ضخ الدم"، مضيفا أن الموروث الثقافي المشترك لا يعد ولا يحصى بين البلدين خاصة في المناطق الحدودية. وكشف يوسف شقرة أن مشروع تنظيم ملتقى سنوي خاص بالعلامة "ابن الرشيق المسيلي القيرواني" لا يزال قيد الدراسة، حيث تم في وقت سابق إبرام اتفاقية تعاون بين اتحاد الكتاب الجزائريين ونظيره التونسي وتمت مناقشته والمصادقة عليه من قبل وزارتي الثقافة، كما تمت طباعة كتاب حول سيرته وهو الآن موجود في رفوف المكتبات. وأشار إلى أن الملتقى لم ينظم بعد بسبب بعض الظروف التي أجلت هذا الموعد الهام الذي من شأنه إعادة إحياء التراث المشترك بين البلدين، مفيدا بأن اتحاد الكتاب الجزائريين يسعى إلى تنظيم الطبعة الأولى منه "قريبا" بجامعة المسيلة. من جهتها، اعتبرت رئيسة مكتب بيت الشعر بالقيروان (تونس) الشاعرة جميلة الماجري أن التاريخ يحصي أكثر من مناسبة مشتركة بين البلدين لعل أبرزها أحداث ساقية سيدي يوسف التي امتزجت فيها دماء الشعبين الشقيقين، إلى جانب عشرات المناسبات الاجتماعية والثقافية التي تربط بين الجزائروتونس بصفة عامة وبين تبسةوالقيروان خاصة. كما أبرزت ذات المتحدثة أهمية تكثيف مثل هذه اللقاءات الأدبية التي من شأنها تعزيز وتوطيد أواصر التواصل بين تبسةوالقيروان خاصة في المجال الثقافي. وقد عرف اللقاء تقديم قراءات أدبية وشعرية لأدباء وشعراء من تبسة من بينهم ساكر الجموعي والطيب عبادلية وسهام شريط وعبد المجيد قنز ومن القيروان على غرار عبد المجيد فرحات وجميلة الماجري.