تنطلق، اليوم أشغال الدورة ال17 لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، بالجزائر العاصمة، في ظل عدة تحديات وتهديدات تواجه العالم، إلى جانب تصعيد خطير من قبل الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ويعول المشاركون الذين التقتهم جريدة" الاتحاد" كثيرا على اجتماع الجزائر للدفاع عن مصالح الدول الإسلامية وإيجاد آليات كفيلة بتعزيز العمل التشاركي بين الدول. * إعداد: خديجة قدوار/عمار حمادي وتشهد الدورة, التي تحمل شعار "العالم الإسلامي ورهانات العصرنة والتنمية", مشاركة "كمية ونوعية", لممثلي أكثر من 35 برلمانا من بينهم 22 رئيس برلمان, مما يؤكد أن للجزائر "مكانة كبيرة في العلاقات الدولية, سيما في العالم العربي والإسلامي أو حتى على الصعيد الدولي", مثلما ذهب إليه عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد محمد يزيد بن حمودة. وتنعقد هذه الدورة في وقت يعيش فيه العالم الإسلامي تطورات متسارعة وهجمات من قبل اليمين المتطرف الغربي, على المسلمين ومقدساتهم, في تصاعد رهيب للكراهية ضد المسلمين, حيث شهدت عدة عواصم أوروبية مؤخرا حوادث حرق وتمزيق لنسخ من القرآن الكريم في استفزاز خطير لمشاعر المسلمين، وتتصدر القضية الفلسطينية, الملفات التي ستتم مناقشتها، ويهدف هذا المؤتمر إلى الخروج بقرارات وتوصيات تخدم الأمة الإسلامية, وللدفع إلى أن تكون المنظمة المدافع القوي عن الشعوب الإسلامية عبر المحافل الدولية. * سفيرة تركيابالجزائر ل"الاتحاد": "فرصة للدفاع عن القضية الفلسطينية والحد من اضطهاد الاقليات المسلمة" أبدت سفيرة تركيابالجزائر ماهينور أوزدميرجوكتاش، تفاؤلها بمخرجات المؤتمر ال17 لاتحاد مجالس منظمة التعاون الإسلامي، مشيرة إلى أن الدول الاسلامية بحاجة للم الشمل من اجل التصدي للهجمات الغربية للمعتقدات والقيم الاسلامية، وكذا الحد من خطورة اضطهاد الاقليات المسلمة في كل بقاع العالم من ضمنها قضية الاقليات المسلمة في اليونان. وقالت في تصريح ل "الاتحاد"، مثمنة رد رؤساء البرلمانات الاسلامية على الاساءة التي تعرض لها المسلمون بحرق المصحف الشريف في السويد والتي كان قد سبقها رد رسمي من الرئيس التركي طيب رجب اردوغان" شاهدنا ردة فعل مشرفة لرؤساء البرلمانات العربية على حرق المصحف في السويد وقبل من الرئيس اردوغان"، كما نوهت ماهينور بالدعم السياسي التي منحته الجزائر للمؤتمر، حيث اعتبرته فرصة للدفاع عن القضية الفلسطينية، وللحد من ظاهرة ارتفاع موجة الاسلاموفوبيا والكراهية ضد الاسلام والمسلمين مردفة" قضية الاسلاموفوبيا قضية مهمة يجب رفع الغطاء عنها وهي من النقاط المهمة التي سيتم مناقشتها خلال هذا المؤتمر وكذلك الدفاع عن القضية الفلسطينية" * عضو في البرلمان التشادي ل"الاتحاد": "فرصة لتجمع الدول الإفريقية والإسلامية للدفاع عن المكتسبات " اعتبر علي النظيف ابو الحسنين عضو في البرلمان التشادي المشاركة في منظمة التعاون الاسلامي فرصة لايجاد سبل تجمع الدول الافريقية والدول الاسلامية للدفاع عن المكتسبات الاسلامية، خصوصا مع الانفتاح الشديد من السلطات الجزائرية على دعم مثل هذه القضايا. وقال علي النظيف" لأول مرة نجتمع في هذا البلد الذي يعرف انفتاحا شديدا جدا على مثل هذه القضايا، ولازالت الجهود مستمرة من خلال هذا الحدث لكي نجد حلولا بين الدول الافريقية والدول الاسلامية وكل الدول المشاركة التي تعمد على الحفاظ على تعاليم الاسلام" وثمن ذات المتحدث، خلال حديثه مع "الاتحاد" الجهود التي قامت بها الجزائر في جمهورية مالي التي كللت بنجاح باهر، حيث قال" يبقى اتفاق الجزائر حول مالي المرجعية لكل من يقوم بالصلح وهذا يشهد به الكل، وحتى الآن بسبب هذا الاتفاق تراجعت نسبة الارهاب بمالي احسن مما كان قبل الاتفاقية". * ممثل سلطنة عمان ل"الاتحاد": "يجب تجنب الخلافات الصغرى بين دول العالم الاسلامي" قال أحمد بن علي العمري ممثل سلطنة عمان في اللجنة التنفيذية في اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ان اجتماع الجزائر فرصة لرأب الصدع بين الدول الاسلامية ورص الصفوف، مشيرا الى ان هذا الحدث يأتي في خضم انشقاقات بالبرلمان الإسلامي مما فتح العداء بين بعض الدول مما ولد حالة من الضعف الذي ادى الى انفكاك عانت منه الدول الاسلامية. ودعا بن علي العمري في حديثه مع "الاتحاد" الى ضرورة" سد الثغرات الفجوات لكي نجلب احترام الغير لنا، يتوجب على العالم الإسلامي أن يتكلم فيما يتفق عليه، أما الخلافات الصغرى التي حصلت فعلى الجميع احترامها وتقديرها، ولا يجب أن تكون وضع خلاف بالنسبة للعالم الاسلامي، نتمنى ان نخرج من هذا المؤتمر بتوصيات لضمان وحدة الامة الاسلامية والعربية حتى نجعل منها قوة اسلامية ضاربة * رئيس المجوعة البرلمانية لجبهة المستقبل عضو البرلمان الافريق، بوطبيق ل" الاتحاد":" الجزائر تسعى لتقريب الرؤى و اتخاذ القرارات التي توحد الأمة الاسلامية" قال فاتح بوطبيق رئيس المجوعة البرلمانية لجبهة المستقبل وعضو البرلمان الافريقي والذي حضر الاجتماع كملاحظ ان "استضافة الجزائر لهذا المؤتمر في هذا الظرف والتحول العالمي، فرصة مناسبة من اجل ابراز موقف الجزائر من جهة ومكانة الجزائر في تنظيم مثل هذه المؤتمرات التي لم ترأسها، مشيرا الى انها تسعى لتقريب وجهات النظر من خلال نظرتها الثاقبة والمشرفة المتعلقة بالعمل الدبلوماسي" . واضاف بوطبيق في تصريح ل"الاتحاد"، ان الجزائر تعول كثيرا على هذا المؤتمر لانها تشهد حركية دبلوماسية كبيرة، خصوصا وانها نجحت في تنظيم القمة العربية" اليوم فيه استضافة لبرلمانيين يمثلون 57 دولة، وهناك ملاحظين مما سيساهم في ابراز مكانة الجزائر ويعطي دفعا كبيرا للدبلوماسية الجزائرية، وسيعطي ايضا المناعة للقرارات التي تتخذ، ونامل في ان يكون الحدث متميزا من حيث القرارات والتنظيم والشعارات، كما نامل في ان تكون مخرجات المؤتمر في مستوى تطلعات الشعوب العربية والاسلامية وفي مستوى التحديات التي نعيشها اليوم". وعن اهم النقاط التي يسعى المشاركون لاثارتها من التناقش فيها، ذكر محدثنا الى ان الجزائر تسعى من خلال هذا الحدث الى تقريب الرؤى في اتخاذ القرارات التي توحد الامة حول كلمة واحدة وموقف واحد، وخاصة اتجاه القضايا والمشاكل التي تثار بالجانب العقائدي، داعيا البرلمانيين الذين يمثلون بلدانهم إلى التفاعل مع هذه الاحداث ورص الصفوف من خلال محاولة خلق جبهة واحدة من اجل التصدي للهجمات الغربية، واثارة القضايا التي تخدم الامة الإسلامية وعلى رأسها التعاون الإسلامي في إطار التنمية والتكامل في إطار صد الهجمات على الجانب العقائدي والثقافي والجانب الانساني، مشددا على ضرورة التعاون من اجل فرض الامن والسلم والاستقرار وحماية الأجيال القادمة. واضاف بوطبيق" على النواب البرلمانيين الاعضاء في هذا البرلمان ان يفتحوا نقاش عام حقيقي ويحاولوا التاثير على الهيئات برلمانية المحلية من اجل التفاعل مع القضايا وخاصة المسائل الخلافية حتى نقرب الرؤى بين الدول والهيئات الرسمية لان الدبلوماسية البرلمانية هي من قبيل الدبلوماسية المكملة للعمل الرسمي وبالتالي المخرجات التي تنتظر من هذه القمة ستكون شعارات المرحلة وستوحد الرؤى اتجاه قضايا شائكة وستجعل القادة المسلمين الذين يرأسون الدول الاسلامية والمؤثرين انهم تيخذوا قرارات في القمم القادمة" وبخصوص شعار "العصرنة والتنمية" الذي وضعه القائمون على منظمة التعاون الاسلامي، اشار بوطبيق الى ان كل الدول تهدف الى التعاون في الجانب الاقتصاد وتحقيق ما تطمح اليه شعوبها" دول العالم الاسلامي معروفة بتنوعها وتفاوت بعضها على بعض في الثروات، التكنولوجيا، في التحكم في المعرفة وبالتالي يجب التعاون ما بين الدول الاسلامية التي تتقاسم البعد الاسلامي والعقائدي للتحصن من التقلبات الطارئة. * المحلل السياسي، محرز ل"الاتحاد": "مؤتمر الجزائر سيكون ناجحا" أكد المحلل السياسي،، أن المؤتمر ال17 لاتحاد مجالس منظمة التعاون الإسلامي سيحاول تقديم حلول للعديد من القضايا ذات الخلاف الدولي في المنطقة الاسلامية والسعي لتقريب الرؤى ووجهات النظر والذي ترغب تحقيقه الجزائر من خلال دورها في مختلف المحافل البرلمانية العالمية. وأوضح محرز في تصريح خص به جريدة "الاتحاد" أن" كل المؤشرات تقول بإن مؤتمر الجزائر سيكون ناجحا كما سبقتها من التظاهرات التي نظمتها الجزائر خاصة في ثلاث سنوات الأخيرة، وبالخصوص نجاح القمة العربية التي احتضنتها في نوفمبر المنصرم "، وتابع" وبلغة الارقام تم تأكيد مشاركة 37 دولة، و45 مشاركا ما بين برلماني وإداري و17 رئيس برلمان و5 منظمات برلمانية مراقبة إقليمية ودولية". ويرى محدثنا أن الجزائر ستكسب الرهان في قوله" ستراهن الجزائر باعتقادي في القضايا والملفات ذات الأهمية كالقضية الفلسطينية، إضافة إلى رغبة الجزائر في مناقشة ملف "الإسلاموفوبيا" في البند العاجل على خلفية حرق المصحف الشريف في السويد"، وأردف بالقول" كقراءة شخصية أرى بان هذا المؤتمر الذي سينظمه البرلمان الجزائري تحت شعار "العالم الإسلامي ورهانات العصرنة والتنمية"، سيحاول تقديم حلول للعديد من القضايا ذات الخلاف الدولي في المنطقة الاسلامية والسعي لتقريب الرؤى ووجهات النظر والذي ترغب تحقيقه الجزائر من خلال دورها في مختلف المحافل البرلمانية العالمية". * زيادة التبادل التجاري وتفعيل المؤسسات الاقتصادية قبيل انطلاق أشغال الدورة 17 لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي تحت شعار "العالم الإسلامي ورهانات العصرنة والتنمية"، انعقد أمس، الاجتماع التاسع للجنة الدائمة المتخصصة للشؤون الاقتصادية والبيئة. خلال الاجتماع اتفق الأعضاء على مشاريع قرارات تتمحور حول قضايا البيئة والتنمية المستدامة وعلى رأسها تعزيز التعاون في مجال حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي وكذا الحفاظ على الموارد المائية، وفي سياق آخر، تطرقت اللجنة إلى زيادة التبادل التجاري وتخفيض الحواجز الجمركية فيما بين الدول الأعضاء مع تفعيل ودعم المؤسسات الاقتصادية النشطة في مجال التنمية في العالم الإسلامي. * حماية "الأقصى" من التهديدات الصهيونية وفي إطار الاجتماعات التي تسبق أشغال الدورة 17 لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي تحت شعار "العالم الإسلامي ورهانات العصرنة والتنمية"، انعقد أمس، الاجتماع التاسع للجنة الدائمة المتخصصة للشؤون الثقافية والقانونية وحوار الحضارات والأديان. استعرض أعضاء اللجنة خلال الاجتماع مشاريع قرارات تتعلق بالمقدسات الإسلامية في الدول الإسلامية وغير الإسلامية، لاسيما حماية المسجد الأقصى من التهديدات الصهيونية. وتناولت اللجنة في أشغالها أيضا محاربة التعصب الديني ودعم الحوار بين الحضارات إلى جانب مكافحة مخاطر كراهية الأجانب والإسلاموفوبيا في العالم. وتواصلت أول أمس، أشغال الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي على مستوى اللجان في جلسات مغلقة ببحث وضع الاقليات المسلمة في العالم وحقوق المرأة والطفل الى جانب استعراض السياسة الخارجية للاتحاد. وأبرزت جهاد أبو زنيد، عضو بلجنة حقوق الانسان والمرأة والاسرة أن الاجتماع التاسع للجنة تناول ثلاثة بنود رئيسية تمثلت في وضع المرأة ودورها في المجتمع الاسلامي والحث على ضرورة تمكينها من حقوقها وتحقيق المساواة في صنع القرار وكذا مناقشة بند الأسرة باعتبارها الركيزة الاساسية التي ستعيد هيبة المجتمعات المسلمة الى جانب مناقشة بند حقوق الانسان بشكل عام مع الاحتفاظ بخصوصية كل منطقة.وتم خلال الاجتماع -تضيف- بحث مسألة التفكك الأسري والمجتمعي حيث شدد المشاركون على "ضرورة اعادة الهيبة للأسرة و اعادة التأكيد على الروابط والتواصل الاجتماعي و اتباع القيم الاخلاقية التي اوصى بها ديننا السمح".، وشددت ابو زنيد على أن المجتمعات الاسلامية اليوم بحاجة الى وضع تدابير امنية لحماية منظومة حقوق الانسان والنساء والأطفال. * فض النزاعات والمرافقة الاقتصادية من جهة أخرى، بحث المشاركون في الاجتماع التاسع للجنة الدائمة المتخصصة للشؤون السياسية والعلاقات الخارجية المقترحات التي تقدمت بها الجزائر في مسألة فض النزاعات والمرافقة الاقتصادية لمشاريع الشباب المسلم وحمايته من الفضاء السيبراني، الى جانب استحداث مركز للأمن الفكري، وهي الاقتراحات التي قوبلت بارتياح و استحسان في وسط المشاركين. * تواصل وصول الوفود ما تزال الوفود المشاركة في المؤتمر الذي تنظمه الجزائر تصل تباعا، وفي هذا الإطار حل صبيحة أمس، بالمطار الدولي الجديد هواري بومدين ، رئيس البرلمان لجمهورية السنغال أمادو مام ديوب ، رفقة الوفد المرافق له ، وذلك في إطار المشاركة في مؤتمر اتحاد مجالس الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ، الذي تنظم الجزائر دورته 17 يومي 29 و 30 جانفي الجاري . وقد كان في استقبال الوفد لدى وصوله، نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني غالي لنصاري ورئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والجالية الجزائرية في الخارج بمجلس الأمة دادي عدون عمر رفقة، ونائب رئيس المجموعة البرلمانية لكتلة للأحرار حسان زايري، بحضور سفير جمهورية السنغال لدى الجزائر، هذا وحل مساء أول أمس، بالمطار الدولي الجديد هواري بومدين نائب رئيس مفوضية الاتحاد البرلماني الدولي التركي رافزا كفاكجي خان رفقة الأمين العام للبرلمان التركي محمت علي كمبوز أغلو، وذلك في إطار المشاركة في أشغال الدورة 17 مؤتمر اتحاد مجالس الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.