هكذا استهل النجم الجزائري سعيد بلكلام حواره مع موقع FIFA.com. وأضاف مدافع واتفورد الإنجليزي الذي يستعد لمواجهة بوركينا فاسو من أجل انتزاع مقعد في كأس العالم البرازيل 2014 "يعقد المشجعون الجزائريون آمالاً كبيرة علينا، لذا عليا أن نبذل كل ما في وسعنا. ولطالما كنت مستعداً لتقديم التضحيات من أجل بلدي." ستجرى مباراة ذهاب اليوم بواغادوغو بينما سيقام الإياب في 19 نوفمبر بالبليدة. وبعد أن تلقى تدريبه الأولي بين صفوف شبيبة القبائل، استهل بلكلام مساره الإحترافي سنة 2008 وطوّر مستواه المباراة تلو الأخرى إلى أن أصبح أمل الكرة الجزائرية في خط الدفاع. وبعد أن فاز بلقب الدوري المحلي في موسمه الأول وأتبعه بكأس الجزائر سنة 2011، غادر النادي الأكثر تتويجاً في الجزائر خلال نهاية الموسم الماضي ليلتحق بصفوف أودينيزي لمدة خمس سنوات. لازم هذا المدافع الصلب جميع فئات المنتخب الوطني منذ 2007 ولم يتردد في المخاطرة بمسيرته رفقة ناديه الجديد الذي فتح له الأبواب نحو أوروبا، من أجل حمل قميص محاربي الصحراء. وفي هذا السياق أوضح قائلاً: "كان الأمر معقداً مع أودينيزي؛ كان من المنتظر أن أبدأ الإستعدادات معه في أول جويلية، إلا أنني كنت ملتزماً رفقة الفريق الوطني العسكري ضمن كأس العالم العسكرية في أذربيجان. وكانت نتيجة ذلك أن حلّلت بالمعسكر التدريبي متأخراً بعشرين يوماً؛ فجميع اللاعبين حضروا التدريب وجرى تشكيل الفريق." بدأ اليأس يدُبّ في أوصال اللاعب الجزائري وفقد الأمل في تجربته بالديار الإيطالية إلى أن التقطته عينا جيانفرانكو زولا الذي يدرب واتفورد منذ 2011. وكان المدرب الإيطالي يتابع حكاية بلكلام من ضواحي لندن. وبهذا الخصوص، قال محارب الصحراء: "كان يهتم بي في السنة الماضية وعلم بوضعيتي واتصل بي بعد ذلك ليتعرف على ما أنوي فعله. لم يكن لدي الوقت الكافي حينها لأبحث عن نادٍ آخر ولأننا كنا نحضر لتصفيات كأس العالم، لم يكن من الممكن أبداً أن ألزم كرسي الإحتياط لأكثر من ستة أشهر، لذلك قررت أن أذهب إلى إنجلترا على سبيل الإعارة لألعب لوقت أطول." خضنا حتى الآن مشوار جيد وأعتقد صادقاً أننا نستحق التأهل لكأس العالم. سيكون الأمر صعباً إلا أننا سنبذل الغالي والنفيس من أجل بلوغ الهدف المنشود. الطريق إلى البرازيل ليست بعيدة في الدوري الإنجليزي، اكتشف بلكلام "أسلوب لعبٍ يعتمد على القوة والصلابة والالتزام التام والسرعة الفائقة." ولم يخلد هذا اللاعب للراحة بل دخل في استعداد مكثف؛ ولأن زولا مدرك لوضعيته أتفق معه على السير رويداً رويداً حيث أشركه في نصف المباريات التي خاضها واتفورد خلال بداية هذا الموسم. صحيح أن المرور من الدوري الإيطالي الممتاز إلى دوري الدرجة الثانية الإنجليزي ليس ترقياً في حد ذاته، إلا أن بلكلام سعيد لأنه يلعب تحت قيادة مدرب يهوى اللعب الجميل في نادٍ بإمكانه أن يطمح للارتقاء إلى الدوري الممتاز خلال الموسم القادم. وبعد هذه المغامرة المثيرة، بإمكان ربان السفينة الجزائرية أن يعتمد على صمام الأمان بلكلام (1.92 سنتمتراً) خلال المباراتين القادمتين ضد بوركينا فاسو رغم أن مهمة المارد الجزائري لن تكون سهلة أمام كتيبة بوركينية تعيش أزهى أيامها بعد بلوغها نهائي كأس الأمم الأفريقية 2013. وعن القابلة المنتظرة قال بلكلام "أعتقد أن نقطة قوة بوركينا فاسو تكمن في الهجوم؛ فهي تملك لاعبين جيدين يتميزون بالحيوية والسرعة ووسط ميدان يتحرك بنشاط كبير. ويتميز لاعبو قلب الدفاع بتجربة وخبرة واضحتين. إنه فريق جيد وسيطرح لنا لا محالة مشاكل عديدة: آمل أن نكون في المستوى؛ سبق لنا أن تواجهنا معه من قبل ونملك فكرة جيدة عن لاعبيه." لن يخوض محاربو الصحراء هذه المباراة باستخفاف أو سذاجة فقط لأنهم حققوا فوزاً وحيداً على حساب أبناء بول بوت في مباراة ودية في جوان الماضي. وبهذا الخصوص، عبّر ابن الرابعة والعشرين قائلاً: "علينا أن نحافظ على تركيزنا وألا ننشغل بالخصم؛ كما أننا ندرك جميعاً أن هذه التجربة تشكل منعطفاً هاماً في حياتنا. فنحن لا نخوض كأس العالم كل شهر. والطريق إلى البرازيل ليست بعيدة. خضنا حتى الآن مشوار جيد وأعتقد صادقاً أننا نستحق التأهل لكأس العالم. سيكون الأمر صعباً إلا أننا سنبذل الغالي والنفيس من أجل بلوغ الهدف المنشود."