أوضح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن العملية السياسية بشأن سوريا في أزمة، ودعا موسكو وواشنطن للتدخل مرة أخرى لاستئناف المفاوضات بين النظام والمعارضة، في حين وجهت دمشق انتقادات لاذعة للوسيط العربي والأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بسبب حديثه عن الانتخابات الرئاسية بسوريا، وسط حديث عن زيارته اليوم إلى إيران.دعا بان في تصريح له إثر اجتماع غير رسمي للجمعية العامة للأمم المتحدة كلا من الحكومة والمعارضة لإظهار ما أسماها الرؤية والمرونة لإنهاء الصراع المستمر بالبلاد منذ ثلاث سنوات، و بإمكان الذين لديهم تأثير مثل الحكومتين الروسية والإيرانية القول للحكومة السورية بأن عليها المجيء إلى مؤتمر جنيف بموقف بناء أكثر، وقال إن إيران بلد مهم في المنطقة ويستطيع القيام بدور مهم بهذا الشأن، وأما بخصوص الانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا اعتبر بان، على غرار الإبراهيمي أنه في حال ترشح بشار الأسد سيكون من الصعب جدا دفع عملية السلام بجنيف، وذلك لأن أحد أهداف المفاوضات هو إنشاء حكومة انتقالية، وسبق للإبراهيمي أن أوضح أنه إذا جرت انتخابات، أعتقد أن المعارضة لن تعود مهتمة على الأرجح بالتفاوض مع الحكومة، ومن جهته أفاد أن دمشق لم تعلن رسميا بعد عن الموعد المحدد لإجراء هذه الانتخابات المفترض أن تجري في ماي أو جوان والتي يعقد الرئيس السوري الأسد العزم على خوضها للحصول على ولاية جديدة مدتها سبع سنوات.ومن جهته أضاف الإبراهيمي، بعدما أطلع مجلس الأمن الدولي على نتائج مهمته، أنه لفت انتباه الأعضاء ال15 في المجلس إلى هذا الوضع وإلى هذه الإمكانية، ويعود إليهم أن يروا هل بإمكانهم أن يفعلوا شيئا ما حيال ذلك، ومن جهته كان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا قد أرسل بيانا إلى رئيس مجلس الأمن حذر فيه من أن مفاوضات جنيف ستفقد هدفها إن استمر الأسد بخطته للترشح للانتخابات الرئاسية، وإنْ حدث ذلك فهذا يعني أن نظام الأسد ليس لديه الرغبة والجدية في الموافقة على الانتقال السياسي الذي نص عليه بيان جنيف، في حين انتقد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي تصريحات الإبراهيمي وقال إنه "تجاوز مهمته"، مبرزا في تصريح له أن كلام المسؤول الأممي عن الانتخابات الرئاسية في سوريا لا يندرج ضمن مهامه، وهو غير مخول بهذا الكلام، وأضاف يجب على الإبراهيمي أن يحترم دوره وسيطا ليكون نزيها وحياديا، وأن عليه الالتزام بمهمته ودوره ولا يحق له ولا لغيره التدخل في الشأن الوطني السوري، وأكد الإبراهيمي وربما بسبب تقدم العمر نسي أنه فقط وسيط دولي للمفاوضات، في السياق، شدد السفير السوري لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري على أن مكافحة ما وصفه بالإرهاب في سوريا شيء أساسي، وينبغي منحه الأولوية قبل الخوض في قضايا أخرى، في إشارة إلى المفاوضات.وتزامن ذلك مع إعلان نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الجمعة لوكالة مهران أن الإبراهيمي سيزور إيران لإجراء مباحثات مع القادة الإيرانيين. وذكر المسؤول الإيراني أن الإبراهيمي سيتحدث إلى كل من وزير الخارجية محمد جواد ظريف، والرئيس حسن روحاني، إلى جانب مسؤولين إيرانيين آخرين.ومن جهته شدد السفير السوري لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري على أن مكافحة ما وصفه بالإرهاب في سوريا شيء أساسي، وينبغي منحه الأولوية قبل الخوض في قضايا أخرى، ونفى إقدام النظام على تفادي الخوض في حكومة انتقالية بل على العكس وافقنا على ذلك، لكن دعنا نتعامل أولا مع أولوية الأولويات وهي مكافحة الإرهاب.