تخوض القوات الافغانية معارك في مدينة مزار الشريف في شمال البلاد ضد مسلحين متحصنين في منزل مجاور للقنصلية الهندية بعد 24 ساعة على محاولتهم اقتحام البعثة، وغداة هجوم استهدف قاعدة جوية هندية على الحدود مع باكستان.وفي حادث منفصل، فجر انتحاري أمس الاثنين نفسه في طريق يؤدي إلى مطار كابول الدولي في هجوم جديد في العاصمة الافغانية، بحسب ما ذكرت وزارة الداخلية الافغانية.ويبدو أن الهجمات على مصالح هندية تهدف إلى عرقلة المساعي الدبلوماسية التي يقوم بها رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مع باكستان بعد زيارته الرسمية الاولى إلى افغانستان الشهر الماضي.وقال الناطق باسم ولاية بلخ منير فرهاد لوكالة فرانس برس :“عملية التطهير مستمرة بالقرب من القنصلية”. واضاف: “بما انها منطقة سكنية، نتحرك بحذر شديد لتجنب أي خسائر بين المدنيين”.واكد مسؤول هندي من مقر البعثة أن كل موظفي السفارة سالمون. وقال في اتصال هاتفي مع فرانس برس من داخل المجمع الذي يخضع لاجراءات امنية مشددة :“نتعرض لهجوم (…) والقتال يدور حاليا”.وصرح ناطق باسم وزارة الخارجية الهندية فيكاش سواروب لفرانس برس ان لا خسائر بين الهنود حتى الآن.جاء هذا الهجوم بعد عملية شنها مسلحون يعتقد انهم متمردون على قاعدة جوية هندية بالقرب من الحدود مع باكستان. واكدت السلطات الهندية مقتل سبعة جنود في الهجوم على قاعدة بتنخوت الهندية الذي تلته معارك استمرت 14 ساعة. ولم يعرف الاثنين ما اذا كان هناك مهاجمون نجوا وما زالوا داخل القاعدة حيث تقوم القوات الهندية بعملية تمشيط.وقال ناطق باسم الجيش الهندي في بتنخوت: “العملية مستمرة في القاعدة باطلاق نار متقطع. نتقدم خطوة خطوة لتأمين المنطقة”. واضاف “من المبكر جدا القول متى ستنتهي العملية”.ويشتبه المسؤولون الهنود بان الهجوم نفذه مسلحون من جماعة “جيش الاسلام” المتمركزة في باكستان والتي شنت في 2001 هجوما على البرلمان الهندي كاد ان يؤدي الى حرب بين البلدين.وجاءت اعمال العنف هذه بعد اسبوع من زيارة مودي المفاجئة الى باكستان التي كانت الاولى لرئيس وزراء هندي منذ احد عشر عاما.وقام مودي بزيارته بعيد زيارة الى كابول دشن خلالها المجمع البرلماني الذي بنته شركة هندية وسلم ثلاث مروحيات روسية الصنع الى الحكومة الافغانية.والهند من اشد مؤيدي حكومة كابول بعد سقوط نظام طالبان. وتحدث محللون باستمرار عن “حرب بالوكالة” بين الهندوباكستان على الاراضي الافغانية.واتهمت باكستان الداعمة التاريخية لحركة طالبان باستمرار بمساندة المتمردين خصوصا في هجماتهم على مصالح هندية في افغانستان.ومنذ استقلالهما عن بريطانيا في 1947، خاضت الهندوباكستان ثلاث حروب بسبب منطقة كشمير التي يسيطر كل منهما على جزء منها ويطالب كلاهما بالسيادة الكاملة عليها.وتتهم الهند الجيش الباكستاني باستمرار بالقيام بعمليات قصف تؤمن غطاء للمتمردين الذين يتسللون عبر الحدود ويشنون بعد ذلك هجمات في كشمير الهندية وغالبا ما يستهدفون الشرطة المحلية.ودانت باكستان السبت الهجوم على القاعدة الجوية واعتبرته “عملا ارهابيا”.وصعدت حركة طالبان هجماتها ضد الحكومة والوجود الاجنبي في افغانستان بعد عام على انهاء قوات حلف شمال الاطلسي بقيادة الولاياتالمتحدة رسميا مهمتها القتالية في هذا البلد.