يعاني التدوين الإلكتروني في الجزائر عدة عقبات أهمها غياب التواصل بين المدونين، حيث تسود بينهم اختلافات في الرؤى والأفكار تجعلهم متباعدين عن بعضهم، وهو ما يعيق توسع هذا المجال الذي يعتبر في الحد ذاته من الأنواع الإعلامية الجديدة بعمل على تقريب الجمهور الالكتروني من الواقع المعاش ولا سيما منه الثقافي. أكد قادة زاوي الحائز على جائزة أحسن مدوّنة إلكترونية ثقافية في طبعتها الأولى بالجزائر مؤخرا، أنه لم يظهر بعد مدونا يطرح نبض الشارع وربما يرجع عدم الاهتمام بعالم التدوين في الجزائر ، إلى نوعية المادة التي لا تمس تطلعات الشباب الذين وجدوا ضالتهم في الفيس بوك التويتر وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، ما جعلهم يبتعدون عن فكرة التدوين. وقال صاحب جائزة أحسن مدونة بالعالم العربي عن مدونة "قرأت لك"، التي تتطرق لأهم الفعاليات الثقافية وتهتم بالكتاب، خلال نزوله ضيفا على فضاء صدى الأقلام الأسبوع الفارط ، أن أهم الأهداف التي ينشدها في المقام الأول هي القضاء على مشكلة توزيع الكتاب إلكترونيا ، حيث أن الجزائر تعاني نقص التقنية لاقتناء الكتب عبر المواقع الالكترونية ، لذلك -قال زاوي- "نطمح في إنجاز مشروع يسهل على القارئ اقتناء أي عنوان يرغب فيه وذلك بتوصيله إلى أي منطقة من الوطن، ويتمثل المشروع في إنشاء متجر إلكتروني لاقتناء الكتب وتوصيلها عبر ولايات الوطن، إلا أن الفكرة تواجه عراقيل عديدة ، أهمها غياب الدعم المادي، إلا أننا نعمل على تجسيد الفكرة والعمل بها مستقبلا". وعن تجربته مع التدوين الالكتروني أفاد قادة أنه لم يكن على دراية بهذا المجال، وإنها كانت انطلاقة عادية ، حيث صدرت له أول مدونة في أواخر 2007 وكانت كتجربة دخل من خلالها المجال من خلال تدوينات عادية مثل المذكرات ويوميات وغيرها. والتي عرفت رواجا كبيرا في مصر و السعودية . وأضاف زاوي أن التدوين مازال يعتبر مصطلحا غريبا لدي الكثير من رواد الأنترنت فمعظمهم ليس على اطلاع بهذا المجال نهائيا ، مشيرا إلى أن التدوين يكمل الفايسبوك حيث يمكن لمستعمل التدوين أن ينتقل إلى الفايسبوك الذي ينشر من خلاله مدوناته، بينما من يتعرف على الفايسبوك أولا يكون صعبا عليه التنقل للتدوين وأن يغوص في هذا المجال الذي يعرف نوعا ما انتشارا محدودا في الجزائر. وعن أسلوب التدوين قال زاوي، إن المدون لا يتقيد بقراءة كتاب معين أو طريقة معينة في القراءة، فهو لا يتسم بأسلوب محدد، لأنه يعبر فقط عن رأيه الشخصي بالكتاب من حيث سلبياته وإيجابياته وأهم ما تناوله، فهو لا يعتبر ناقدا كما يظن الكثيرون، لأن آراءه قد تحتمل الخطأ أو الصواب ، لذلك أكد قادة على ضرورة مواكبة المدون للعصر وكل ما يصدر مع الاطلاع على آراء النقاد حتى يطلع متصفح مدوناته بأشياء مفيدة تشده وتغريه للعودة للكتاب، كما أكد المتحدث أن المدون لا يلقى اهتماما كبيرا وجل جمهوره يعد من النخبة المثقفة التي تجد فيه منبرا للتواصل. و حتى يتمكن المدون من إقناع القارئ، شدد المتحدث على حتمية أن يكون مطلعا على كل جديد الساحة الأدبية وغير الأدبية لأن ثقافته الواسعة تساهم في إقناع القارئ حيث يجب أن تكون المادة جذابة وأن يكون هناك تناسق بين الشكل والمضمون. أما عن مدونة "قرأت لك " قال زاوي أنها تسافر بالثقافة الجزائرية عبر العالم العربي، كونها تركز على إصدارات الكتاب ، وتركز على الاهتمام بميولات القارئ العربي عامة وكل ما يهمه من مواضيع أدبية وأحداث ثقافية . وفيما يخص مشاريعه المستقبلية أفاد الزاوي انه يسعى إلى قيام بانجاز مشروع مكتبتي الالكتروني قصد التعريف بما تزخر به المكتبة الجزائرية ،وإقامة فضاءات لقراءة لمختلف الساحات العمومية و الحدائق ،وحسب رأي المدون إن الثقافة الالكترونية هي حل لمشكلة أزمة الثقافة و المقروئية في الجزائر ،فالتدوين في حد ذاته إعلام شعبي . للإشارة، قال المتحدث إن التدوين طريقة إعلامية جديدة تفتح العالم عليها سنة 2000 أين ظهر لأول مرة بأمريكا ال "blog"، ولم يصل مصطلح التدوين إلى الجزائر إلا مع دخول الانترنت سنة 2005.