بدأت ثقافة الطاقة الشمسية تترسخ ولو بصفة محتشمة بالشرق الجزائري من خلال تجارب تخص إشارات المرور التي تعمل بهذه الطاقة بينما يجري التفكير و إعداد الدراسات من أجل ترشيد نفقات البلديات. ويعد الترشيد و الحرص على الميزانية و توسيع الموارد من مستلزمات المعطيات الاقتصادية الجديدة التي تدعو إليها الحكومة من أجل حث الجماعات المحلية على التقليص من فاتورة الكهرباء من خلال تنمية الطاقة المتجددة على اعتبار أن المجالس الشعبية البلدية تخصص 50 بالمائة من نفقاتها للإنارة العمومية، و في هذا الصدد تطمح وزارة الداخلية و الجماعات المحلية لجعل سنة 2017 سنة لتنمية الطاقات المتجددة داعية في هذا الصدد مؤسسات الدولة إلى إعطاء المثل في مجال استغلال هذا المورد البديل في المباني و الإدارات العمومية و أيضا في الإنارة العمومية، و تم إطلاق مبادرات هنا و هناك عبر عديد مناطق شرق البلاد على غرار بلديتي عين التوتة (ولاية باتنة) و القل (سكيكدة) فيما شرع في التفكير في هذا الأمر عبر ولايات أخرى لاسيما قسنطينة. الطاقة الشمسية في مدرسة ابتدائية بقسنطينة.. تجربة مرتقبة في 2017 وفي هذا الصدد تحدث عبد المجيد سبيح رئيس جمعية حماية الطبيعة و البيئة بقسنطينة في تصريح له عن عزم جمعيته على القيام في سنة 2017 بتجربة رائدة على مستوى إحدى المؤسسات التعليمية بالتعاون مع مديرية التربية بالولاية تستهدف استغلال الطاقة الشمسية من أجل التدفئة و الإنارة. و بعد أن تطرق إلى نقص الاهتمام في الوقت الحالي بهذا المفهوم المبتكر بقسنطينة تحدث رئيس جمعية حماية الطبيعة و البيئة عن وجود مشروع تمهيدي لكنه يظل متعلقا بإبرام شراكة من أجل التمكن من استغلال هذه التكنولوجيا الجديدة التي لا تعد جديدة تماما بهذه المدينة التي تعمل إشارات المرور المتواجدة في وسطها بالطاقة الشمسية، و تعد هذه الإشارات التي تم تركيبها في 2013 على مستوى ساحة العقيد عميروش المعروفة محليا باسم "لابيراميد" إضافة إلى ساحة الشهداء مدعمة بألواح شمسية صغيرة تسمح بمجرد حلول الظلام بإنارة إشارات المرور و جعلها مرئية من طرف سائقي المركبات. من جهته أوضح محمد ريرة رئيس المجلس الشعبي البلدي لقسنطينة بأنه كان من المزمع تعميم هذه المبادرة عبر إقليم بلدية قسنطينة لكن لم تتم متابعتها متحدثا عن وجود مشروع هو حاليا في مرحلة التبلور لاستغلال الطاقة الشمسية في الإنارة العمومية. الطاقة الشمسية البديل للتخفيف من فاتورة الإنارة العمومية واستنادا لريرة فإن هذا المشروع الذي لا يزال في مرحلة "التصميم" على مستوى المؤسسة العمومية لصيانة الطرق و الإنارة العمومية سيسمح في نهاية المطاف بالتقليل من استهلاك الطاقة الكهربائية و بالتالي سيؤثر إيجابا على فاتورة الإنارة العمومية. فخلال سنة 2016 إلى غاية شهر نوفمبر تحديدا ارتفعت فاتورة الإنارة العمومية لبلدية قسنطينة إلى ما يقارب 170 مليون د.ج وهو ما يمثل مبلغا هاما في ميزانية المجلس الشعبي البلدي بعاصمة الولاية الذي واجه في عديد المرات كثيرا من الصعوبات لتسديد ديونه تجاه شركة توزيع الكهرباء و الغاز للشرق. و لقد أضحى التحول من الطاقة الكهربائية إلى الشمسية ضروريا حيث تحاول عديد المؤسسات الاستثمار في هذا المجال على غرار سولار إيست و هي مؤسسة خاصة مقرها ببلدية الخروب تقوم في الوقت الحالي باستكشاف الأرضية، حيث يزخر رصيد هذه المؤسسة حسب ما تم إيضاحه- بمشاريع تم تجسيدها مع فلاحين على مستوى المشاتي النائية و أيضا مع شركة المياه و التطهير بقسنطينة "سياكو" فيما يتعلق باحتياجات تشغيل خزانات المياه.