أحيا الفلسطينيون من القيادة وأهالي القرية ومتضامنون أجانب الذكرى الثانية عشرة لانطلاق المقاومة الشعبية في قرية بلعين، في مظاهرة مركزية دعت إليها اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان. وانطلقت المسيرة من وسط القرية وصولا إلى بوابة الجدار حيث رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية. ونجح عدد من الشباب الفلسطيني من فتح بوابة الجدار الحديدية المقامة على أراضي القرية، فيما رد جنود الاحتلال بإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع. وتحدث محمود العالول نائب رئيس حركة فتح عن المقاومة الشعبية في القرية، وكيف أنها حققت خلال الفترة الماضية إنجازات تعد مصدر فخر للشعب الفلسطيني. وأشار إلى أن المقاومة في بلعين، تمكنت من استعادة مساحات من أراضي القرية لكن بالنسبة لنا لا يوجد نصف هدف، نحن نريد من خلال مقاومتنا هذه تحقيق كل الأهداف الفلسطينية ونناضل من أجل تحقيقها. وأضاف «أن حركة فتح تتبنى بالأساس سياسة المقاومة الشعبية وسيكون هناك استثمار لما تبناه مؤتمر الحركة السابع من أجل تنفيذ هذه المهام، ومواجهة التحديات ومنها ما يتعلق بالمقاومة الشعبية». واعتبر وليد عساف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أن حكومة الاحتلال ليس لديها أي برنامج سياسي، بل هي قائمة على برامج استيطانية ولا ترى أي أفق لأي حل سياسي، كما أنها تفتقد لرؤية سلام لتنفيذ مخططها في بناء دولة «إسرائيل الكبرى» داعيا لاستخلاص العبر من لقاء نتنياهو وترامب. وأضاف «تصريحات الرئيس ترامب غير واضحة المعالم وهناك ضوء أخضر من قبل الإدارة الأمريكية لإسرائيل لمواصلة بناء المستوطنات، وإسرائيل أعلنت عن بناء 6 آلاف وحدة استيطانية جديدة خلال الشهر والنصف الماضي، بينما خلال العام الماضي بأكمله أعلنت عن 4 آلاف وحدة استيطانية». أما مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية فقال انه في الذكرى 12 لانطلاق المقاومة الشعبية في بلعين، لن نتوقف حتى نسقط الجدار والاستيطان ونحقق حرية فلسطين واستقلالها، كما أنها رسالة للاحتلال والرئيس الأمريكي ترامب أن شعبنا متمسك بمقاومته واستقلاله. واضاف: «نتنياهو يحاول أن ينفذ ما نفذه في الأراضي المحتلة عام 1948 ضم وتهويد الضفة ونحن سنفشله بنضالنا وتضامن العالم معنا. العالم يجب أن ينهض ويفشل ما يتحدث عنه نتنياهو، دولة أبرتهايد وليست دولة واحدة وهو يريد تصفية فكرة الدولة الفلسطينية لصالح دولة التمييز العنصري من خلال الاستيطان». وقال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، إن الأراضي المحررة التي جرت فيها المسيرة لم يكن بالإمكان الوصول إليها قبل أعوام، لكن تم ذلك بفضل المقاومة الشعبية، حيث كان الاحتلال يخطط لتوسيع مستوطناته، معتبرا أن هذا النموذج من المقاومة لم يلق طريقا لدى باقي القرى والأماكن الفلسطينية. وتعتبر بلعين من أشهر القرى الفلسطينية على الإطلاق بعد مرور اثني عشر عاما من المقاومة الشعبية الفلسطينية لأهلها ولكل أصدقاء الفلسطينيين من النشطاء الدوليين ونشطاء السلام الإسرائيليين، كما أن أهلها يعتبرونها القرية الأجمل ما بين القرى الفلسطينية، كونها مزروعة بأشجار الزيتون واللوزيات. وكانت قبل عام 1967 مسجلة إدارياً ضمن حدود قرية اللد الفلسطينية (داخل فلسطينالمحتلة في عام 1948) وهي القرية الحدودية الوحيدة، وتقع على بعد 16 كيلومتراً إلى الغرب من مدينة رام اللهالمحتلة وسط الضفة الغربية.