بالرغم من الانتهاكات والجرائم التي ترافق مسيرة فصائل الحشد الشعبي، والتي تم توثيقها من منظمات دولية وحقوقية، تطلق ميليشياتها على لسان قادتها في كل مناسبة، تصريحات تتغنى بالإنسانية وحماية المدنيين والدفاع عن المقابر، التي لم تهاجم أصلاً في سوريا قبل الثورة ولا إبانها، ولا حاجة لحمايتها. قائد ميليشيا «أسد الله الغالب في العراق والشام» عبد الله الشباني ، صرّح عبر إعلامه الحربي حول سبب تواجد قواته «العراقية الشيعية» على الأراضي السورية، مبررا ذلك بالدفاع عن مرقد السيدة زينب فقط، نافيا تبعية فصيله لإيران، ومستبعدا الاتهامات حول قتل المدنيين وتخريب المدن السورية. ونقل المكتب الإعلامي لقوات أسد الله الغالب تصريح الشباني يقول فيه: «تناقلت وسائل إعلام مدفوعة الثمن تابعة إلى مجموعة الدول الصانعة الإرهاب في العراق (قطر والسعودية) أنباء وتصريحات كاذبة على لسان سماحة الأمين العام لقوات أسد الله الغالب في العراقوسوريا حول سبب وجود القوات في سوريا وادعت انها ميليشيات تقوم بقتل المدنيين والتخريب وتابعة إلى الحرس الثوري الإيراني في سوريا ولكن قوات أسد الله الغالب سبب تواجدها في سوريا هو الدفاع عن السيدة زينب ، منذ بداية دخول جرذان داعش إلى سوريا حيث كان لهذه القوات شهداء وموقف بطولية يشهد بها الشعب السوري، حسب تعبيره. وصرح الشباني لقناة الفرات الفضائية «ان الشعبة القانونية للقوات قامت برفع دعوة قضائية على صحيفة «القدس العربي» وصحيفة «العرب» وبعض القنوات المعروفة بسياسات الطائفية والمضادة للحشد الشعبي المقدس» مؤكدا، «ان قوات أسد الله الغالب غير تابعة للحرس الثوري الإيراني، انها تشكلت في عام2011 على أيدي عراقية وشاركت في أكثر المعارك في العراقوسوريا»، من دون أن يذكر الجهة التي ترافع لديها، والدعوى التي قدمها للقضاء. المحلل العسكري جودت إبراهيم، وهو أحد الضباط المنشقين عن النظام السوري في ريف دمشق، تساءل في تصريح ل «القدس العربي» حول تبروء عبد الله الشباني من تبعية فصيله لقوات الحرس الثوري الإيراني، فيما تؤكد الوقائع ارتباطه الوثيق بحكومة طهران وقواتها، والتنسيق العالي المستوى بين هيئة الحشد الشعبي وحكومة طهران، حيث تتولى الأخيرة كامل الدعم العسكري واللوجستي للميليشيات الشيعية، سيما قوات أسد الله الغالب، التي لا يفتئ قائدها العام في السفر إلى طهران لتلقي الأوامر والدعم، ويحملها إلى سوريا لتطبيقها على الأرض التي شهدت ذبح المدنيين بالسواطير، واحراق البيوت والمساجد وازهاق أرواح مئات الأطفال، وتشريد أهليهم. ويمكن ربط هذا التصريح على لسان الشباني، ان كان له وزن فعلي لدى هيئة الحشد الشعبي، برأي المتحدث بالظروف السياسية الجديدة، وخاصة بعد تدخل ترامب في سوريا، فيبدو أن فصائل الحشد الشعبي، أدركت أن ارتباطها بإيران قد يجرّ لها عواقب وخيمة، وقد تشرع بالفترة المقبلة بالتنصل من أسيادها في طهران، في رسالة فحواها «لا علاقة لنا بإيران إذا أرادت الإدارة الأمريكية الجديدة الضغط عليها»، مشيراً إلى تلميح الإدارة الأمريكية بإخراج الفصائل الشيعية التابعة لإيران من سوريا، فالشباني يحاول فك الارتباط بإيران، والهروب من التبعية لها، كي لا يحسب عليها، في حال تم اخراج هذه الميليشيات لاحقا. فيما أبدى الناشط سلمان عقرب، استغرابه في محاولة تنصل قوات الحشد الشعبي من الحرس الثوري، «بعد أن بات للحشد الكلمة العليا أينما حل، وتتحاشاه كل القوى على الأرض، لأن الاصطدام به، يمثل الاصطدام بطهران بشكل مباشر»، مضيفا: «لا يخفى على أحد الدعم الإيراني للميليشيات التي تدربت على أيدي قادة النخبة للحرس الثوري، والتي خصصت لها حكومة طهران معسكرات خاصة لتدريبها على القتال في سوريا بشكل خاص».