تحصد سوريا اليوم ما زرعه الرئيس السوري بشار الأسد على مدى طيلة سنوات الثورة الست، من هيمنة الميليشيات الطائفية التي اكتسبت قوة توازي قوات النظام، وتزيد عنها في الدعم والتمويل، حتى أعلنت مؤخرا بأنها لن تخرج من سوريا، بعد أن دفعت فاتورة طويلة، من مستشاريها العسكريين ومقاتليها ومرتزقتها، واستهزأت بالدعوات التي تحض على إخراجها، مؤكدة أن بقاءها الدائم، لم يأت من فراغ وأن عناصرها لم تذهب إلى سوريا في نزهة أو فسحة. وفي هذه الخانة أعلن الأمين العام ل «قوات أسد غالب» العراقية، التابعة لهيئة الحشد الشعبي، فور وصوله إلى العاصمة السورية دمشق، قادما من طهران، عن مواصلة طريقه في البحث عن سبل التعاون المشترك مع باقي الميليشيات العراقية المدعومة إيرانيا، والتي تتخذ من مدينة دمشق وضواحيها مقرا عسكريا لقواتها. وصرح القائد العراقي عبد الله الشباني لقوات «أسد الله الغالب»، بعد لقائه قائد «لواء الحسين» أمجد البهادلي في مقره العسكري بدمشق، أن الاجتماع الذي جمعهما جاء بهدف توحيد الدعم العسكري واللوجستي، ومسك الأرض، والتعاون المشترك بين عناصر العراقية العاملة على الأراضي السورية، والتابعة لكل من القوات واللواء. الاجتماع بين القادة العراقيين، جاء مباشرة عقب وصول الشباني إلى الأراضي السورية، بعد أن غادرها بناء على دعوة رسمية من قبل القنصل العام في النجف، لحضور حفل قومي في إيران، بمناسبة حلول «عشرة الفجر» وهو العيد السابع والثلاثون لعودة الخميني من منفاه في فرنسا إلى طهران، أو ما يسمى بذكرى «عيد الثورة الإسلامية» التي أطاحت بحكم الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي. وحسب ما دونه الشباني فإنه التقى خلال زيارته إلى طهران، مسؤولين إيرانيين، للتباحث حول الوضع السياسي والعسكري، وإنجازات الفصائل العراقية العاملة على أرض سوريا والعراق. من جهة ثانية كان المتحدث العسكري باسم «حركة النجباء» العراقية المقربة من حكومة طهران، بقيادة أكرم الكعبي، قد أعلن في بيان له خلال احتفال أقامته الحركة في محافظة البصرة إن «الحرب التي خاضتها النجباء في سوريا لم تكن نزهة»، وأنها «لن تخرج من الأراضي السورية إلا بخروج آخر إرهابي»، في إشارة إلى إخراج مقاتلي المعارضة ممن يتم تهجيرهم وفق مخطط إيراني للوصول إلى سوريا المبتغاة. وأضاف المتحدث باسم «حركة النجباء» هاشم الموسوي أن الحركة لم تقاتل لأجل المكاسب، إنما قاتلت لأجل الإنسانية، قائلا « لم نقاتل من أجل أهداف سياسية بل قاتلنا من أجل الإنسان» حسب وصفه.