شهد يوم الخميس الفارط في المنطقة المسماة الساحل , حالة فوضى عارمة , إثر إقدام قوات الدرك الوطني على تنفيذ حكم الطرد في حق 25 عائلة كانوا يقطنون أحد المزارع بالمنطقة, وسط ردة فعل هستيرية و عنيفة من طف تلك العائلات . فقد عاشت تلك العائلات و التي تقطن بحي الساحل , المعروف "بالتشينة" يوما عصيبا بعد إقدام السلطات المحلية على تنفيذ قرار الطرد في حقها من مساكنها التي تستغلها و هدمها , رغم أن المعنيين بالآمر صرحوا أنهم يسكنوها منذ الفترة الاستعمارية . و يأتي قرار الطرد الذي تم بمرافقة المحضر القضائي , و إحضار حتى شاحنات و جرا فات لمباشرة الهدم , و ذلك بعد نجاح احد الخواص في إثبات إدعائه امتلاك القطعة الأرضية عن طريق إظهاره وثائق رجحت كفة القضاء لصالحه و إصدار حكم قضائي في حقه . بحيث حاولت قوات الآمن في بادئ الآمر , بدأ مفاوضات مع السكان, إلا أن رفضهم الانصياع لمطالب السلطات أدى لاستعمال القوة معهم لإخراجهم من تلك المنازل , ما جعلهم يدخلون في مشادات معهم أدت إلى اعتقال عدد منهم إلا أنه تم الإفراج عنهم في تلك الليلة . و يأتي رفض هؤلاء السكان خاصة في ظل الظروف المناخية القاسية التي تسود المنطقة هاته الأيام , و تركهم للعراء لليلة باردة كان تصرفا غير إنساني من طرف السلطات , إلا أن تدخل مواطنين من المناطق المجاورة و تقديم المساعدة لهؤلاء السكان خفت نوعا ما من حجم معاناتهم , خصوصا أن معظمهم أطفال و نساء.