لا تزال عائلة "تاركال توفيق" المكونة من ستة أفراد تفترش العراء تحت أشعة الشمس اللافحة في المستثمرة الفلاحية رقم 13 ببئر خادم منذ السبت الفارط، بعد أن نُفذ في حقها قرار الطرد الذي وصفه ربّ العائلة بالتعسفي وغير القانوني استنادا إلى وثائق تحصلت "الشروق اليومي" على نسخة منها. إيمان بن محمد ناشدت العائلة المكونة من أب معوق وأم وأربعة أطفال صغار السلطات والعدالة النظر في قضيتها "الشائكة"، لاسيما وأن المستثمرة المعنية محل تحقيق، و لا يحق اتخاذ أي إجراء ما لم ينته، وكذا التدخل العاجل لحل مشكل إيواء العائلة التي تظل طيلة اليوم في العراء، نهارها تحت درجة حرارة لا تقل عن 40 وليلها بين الكلاب واللصوص. وحسب تصريحات السيد تاركال، فإن تفاصيل القضية تعود إلى نزاع بين 5 عائلات تقطن بالمستثمرة منذ العهد الاستعماري وبين فلاح استفاد من حق استغلال قطعة أرضية منها تتربع على مساحة 2.75 هكتار على أن تبقى ملكيتها للدولة، لكن هذا الأخير لجأ إلى العدالة في 1999 لطرد العائلات، مع أن عقد الاستفادة من الأرض الذي يحمل رقم 228/86 والمتحصل عليه في 4 مارس 1986 بناءً على قرار الاستفادة رقم 1020 المؤرخ في 15 نوفمبر 1996 لا يخول له التصرف في المساكن لأنها تدخل ضمن أملاك الدولة، وهو ما دعمه قرار مدير التنظيم العقاري في 13 جوان الفارط والقاضي بأن "المسكن الذي لم يُدرج ضمن العقد الإداري للمستثمرة المعنية لا يعتبر ضمن ممتلكاتها وإنما هو تابع لمصالح أملاك الدولة". وحسب ما لاحظناه من خلال نسختي القرار والعقد، فإن هناك تناقضا كبيرا فيما يتعلق برقمهما التسلسلي وبتاريخ تحريرهما، وهو ما اعتبره المتحدث تشكيكا في الصحة القانونية لهذه الوثائق. النزاع الذي أسفر عن طرد عائلة تاركال لا يخصها لوحدها بل يتعلق بباقي العائلات القاطنة بالمستثمرة منذ الاستعمار وعددها أربع، رفع ضدها الفلاح دعاوى قضائية يُنتظر البت فيها قريبا كل حسب دوره، مما يعني ان الطرد والشارع سيكون مصير تلك العائلات. المتحدث أضاف أن رئيس بلدية بئر خادم زار الموقع يوم تنفيذ قرار الهدم ووعد بإيجاد حل لإيواء العائلة، وبعد يومين تنقل إلى مقر البلدية لمقابلة رئيسها والاستفسار عما وصلت إليه القضية، لكنه فوجئ بوجوده في عطلة صيفية. وعند اتصالنا ببلدية بئر خادم، قال نائب رئيس البلدية انه غير مخول للإجابة على استفسارنا حول مصير العائلة، مشيرا إلى أن عائلة تاركال أخطأت عندما لم تقحم البلدية في النزاع قصد إيجاد حلول على حد قوله. من جهتهم، هدد سكان الحي والعائلات الخمس أنها ستقطع الطريق مرة أخرى في حال إذا ما بقيت الأمور على حالها والعائلة في العراء.