يشارك أكثر من 50 فنانا تشكيليا يمثلون مختلف المدارس والتوجهات التعبيرية لفن الريشة بحوالي 160 لوحة تشكيلية، لتصنع بذلك "حوار الألوان والإبداع" في لمعرض الوطني للفنون التشكيلية الذي تحتضنه منذ مساء أول أمس مدينة عنابة. وعلى مدار ثلاثة أيام يتألق بهذه المناسبة إبداع الألوان والأشكال ببهو قصر الثقافة والفنون محمد بوضياف، من خلال لوحات تشكيلية تحاكي الموروث الثقافي الوطني الضارب في أعماق التاريخ وأخرى تغوص في عالم الجماليات والتعبير الحر. وإلى جانب مدارس الواقعية و التعبيرية و الانطباعية يسجل في هذا المعرض حضور خاص للمنمنمات وتوظيف متميز للخط العربي بنظرة حديثة و عصرية، على غرار لوحات الفنانة التشكيلية دليلة بلخوجة من ولاية عنابة، فمن بين إبداعات ريشة هذه الفنانة تبرز لوحة بعنوان "ما شاء الله" وظفت من خلالها الفنانة التشكيلية دليلة بلخوجة الخط العربي لترسم أشكالا ترمز إلى مرجعية الهوية الجزائرية الأصيلة كما أوضحت ذات الفنانة، ومن جهة أخرى يسجل هذا المعرض حضورا متميزا للفن المعاصر من خلال تركيبة الألوان والأشكال التي تناول بها الفنانون التشكيليون مواضيع اجتماعية و أخرى تتعلق بالتراث والتاريخ كما أشار إلى ذلك الفنان التشكيلي محمد دميس من عنابة الذي حظي في إطار هذه التظاهرة الثقافية بتكريم خاص عرفانا لإسهاماته في إثراء ساحة الفن التشكيلي بهذه الولاية. كما يسجل هذا المعرض مشاركة متميزة لفنانين تشكيليين أبدعوا في استغلال التقنيات الحديثة والاستثمار في طرق التعبير والتفاعل مع تقنيات الاسترجاع لأغراض فنية على غرار الفنان التشكيلي نور الدين تبرحة من ولاية بسكرة الذي يشارك في هذا المعرض ب15 لوحة تشكيلية أبدع من خلالها في تحويل قطع نحاسية و أخرى خشبية مسترجعة لإنجاز لوحات تشكيلية بتقنيات حديثة وراقية، وينظم المعرض الوطني للفنون التشكيلية الذي يشهد مشاركة واسعة للريشة النسوية إلى جانب فنانين تشكيليين من قسنطينة وباتنة وسطيف والطارف وبسكرة و فنانين تشكيليين شباب من بينهم تلاميذ مدرسة الفنون الجميلة بعنابة من طرف مديرية الثقافة بعنابة . وإلى جانب تعريف هواة الفنون التشكيلية بإبداعات أصحاب الريشة و الخيال ستكون تظاهرة المعرض الوطني للفنون التشكيلية فرصة للاحتكاك ما بين الفنانين والإطلاع على مختلف تجارب المشاركين في هذه التظاهرة.