يحتفل سكان تيسمسيلت على غرار كل مناطق الوطن بحلول السنة الأمازيغية الجديدة وكلهم إصرار على التمسك بالعادات والتقاليد بإحياء هذه المناسبة التراثية. وبدأت مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة باكرا بمدينة تيسمسيلت من خلال انتشار واسع لتجارة المكسرات والحلويات والفواكه المتنوعة منها الرمان والتين المجفف وكذا العنب المجفف وذلك عبر محلات بيع المواد الغذائية، كما لوحظ خلال هذه الأيام تحمس العائلات "التيسمسيلتية" وإقبالهم على مختلف المحلات التي غزت رفوفها بضاعة من نوع خاص ليست كالتي اعتادت أن تعرضها للزبائن والمتكونة أساسا من المكسرات مثل اللوز والجوز والبندق والفستق فضلا على البلوط الذي تشتهر به منطقة الونشريس. الكسكسي بالعنب المجفف والرمان والفول وأكلة "الشرشم" أهم الأطباق والاحتفال بليلة يناير بتيسمسيلت له خصوصية لدى العائلات من خلال تقديم طبق الكسكسي بالعنب المجفف والرمان والفول وأكلة "الشرشم" التي تحرص ربة البيت على تحضيرها بقمح محلي يقوم الزوج باقتنائه من محلات بيع الحبوب ومشتقاتها بعاصمة الولاية، وتقول "العالية بكري" من مدينة تيسمسيلت والمهتمة بتراث المنطقة ورئيسة الجمعية الولائية "حواء الونشريس" لترقية المرأة بأن "العائلات التيسمسيلتية تقوم ليلة الاحتفال بيناير بتزيين منازلها بأنواع مختلفة من الشموع والقناديل التقليدية التي تصنع جوا جميلا لدى الأطفال وحتى الكبار. وأبرزت نفس المتحدثة بأن أبناء تيسمسيلت لا يزالون يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم أبا عن جد لإحياء هذه المناسبة التراثية وذلك ما يتجلى في انتشار مظاهر الاحتفال بكل بيوت المدينة وحتى بالأسواق الشعبية والمحلات والدكاكين، وذكرت بأن الأمهات تتفنن بالمناسبة في إعداد وجبات تقليدية أصلية مثل الكسكي باللحم أو الدجاج و"المردود" الذي يحتوي على أنواع مختلفة من الحبوب والبقوليات بالإضافة إلى تحضير الخبز التقليدي الذي يأكل عادة مع بيض الدجاج المحلي الذي تشتهر في تربيته المناطق الريفية للولاية. وأشارت "العالية" إلى أنه خلال ليلة الاحتفال بالمناسبة يلتف أفراد العائلة حول طبق كبير من الخشب يحتوي على المكسرات والحلويات والفواكه والذي يعد إشارة لانطلاق السهرة الاحتفالية التي يكون موعدها بعد صلاة العشاء، ويحفظ بهذه المناسبة نصيب كل طفل في سلة صغيرة فردية ومهيأة بكل المكسرات بالإضافة إلى الحلويات والفواكه المجففة، وقالت نفس المتحدثة أن الأطفال يستمعون خلال سهرة الاحتفال بيناير بقصص تراثية جميلة حول أهمية هذه المناسبة وتاريخ الاحتفال بالمنطقة منذ العصور القديمة الكل في جو عائلي دافئ. عروض غنائية تراثية في فن المربوع النسوي كما تحتفل منطقة الونشريس "بلديات برج بونعامة والأزهرية وبوقايد وسيدي سليمان" بيناير بتقديم عروض غنائية تراثية في فن المربوع النسوي الذي يتغنى بتاريخ هذه المناسبة فضلا على تحضير أكلة "كسكسي البلوط بالرمان والفول" وملئ طبقية مصنوعة بمادة الدوم بمختلف المكسرات والحلويات والفواكه المجففة، كما تقام بالمناسبة ألعاب تقليدية على غرار السيق ولعبة العصا التي تنتشر بالمناطق الريفية لبلديتي برج بونعامة وبوقايد. ومن جانبها حضرت الجمعية الولائية "حواء الونشريس" لترقية المرأة بالتعاون مع مديرية الثقافة أنشطة متنوعة للاحتفال برأس السنة الأمازيغية ومنها معرض للأكلة الشعبية التي تحضر خلال هذه المناسبة التراثية بالإضافة إلى عرض مختلف المنتوجات الحرفية التقليدية، كما ستقام بالمناسبة عديد الأنشطة الثقافية والفنية عبر كامل بلديات الولاية ال22 وذلك بمبادرة من قطاع الثقافة بالتنسيق مع مصالح الولاية وعدد من الجمعيات المحلية التي تعنى بالجانب الثقافي والتراثي. تجدر الإشارة إلى أن التقويم الأمازيغي يؤرخ لما قبل 950 سنة قبل الميلاد حينما استطاع الأمازيغ بقيادة الزعيم "شاشناق" دخول مصر بعد الانتصار في حروب استمرت طويلا وبالتحديد في عهد الأسرة الواحد والعشرون التي كان يقودها الملك الفرعوني "رمسيس الثالث".