انطلقت صباح أمس، في قطاع غزة، مسيرات العودة وكسر الحصار “الشعبية والسلمية”، متوجهة نحو السياج الفاصل بين القطاع وإسرائيل، تلبية لدعوة وجهتها فصائل فلسطينية، بمناسبة الذكرى ال42 ل”يوم الأرض”. وتوافد الآلاف من الفلسطينيين، باتجاه عدة مواقع، شمال ووسط وجنوب القطاع، تم تحديدها من قبل اللجنة المنظمة للمسيرات، وتبعد نحو 700 متر عن السياج الفاصل.كما تم نصب خيام، وتوفير مرافق بغرض الاعتصام في تلك الأماكن. وعلى الجانب الآخر من الحدود وضعت قوات الاحتلال الإسرائيلية دباباتها وتمركز القناصة على سواتر ترابية واستخدم الجنود الغاز المسيل للدموع تجاه الشبان الذين اقتربوا من السياج. وشارك رئيس حركة المقاومة الاسلامية حماس يحيى السنوار في مسيرة العودة الكبرى شرق خانيونس جنوب القطاع المتظاهرين لاحياء ذكرى يوم الأرض، فيما شارك اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة المتظاهرين عند نقطة المواجهات شرق مدينة غزة، وقيادات من الحركة. وتدور مواجهات في 5 نقاط تماس على الشريط الحدودي، وتلقي قوات الاحتلال من طائراتها منشورات تحذيرية للمتظاهرين تدعوهم إلى عدم الاقتراب من الشريط الحدودي. وأفادت مصادر طبية أن المصابين على الحدود برصاص الاحتلال الذين خرجوا للمشاركة في مسيرة العودة، هم ثلاثة اصابات في مخيم البريج واصابة في رفح جنوب القطاع وثلاثة اصابات في جباليا شمال القطاع. وأشار إلى أن الطرقات المؤدية إلى نقاط الاعتصام امتلأت بالمواطنين السلميين من كافة الفئات العمرية الذين يرفعون الاعلام الفلسطينية. وقام الشبان والأطفال بحرق صور لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مسيرة العودة شرق مدينة غزة. قال إسماعيل هنية، الجمعة، إن الفلسطينيين، مصممون على “العودة” لبلادهم التي هُجّروا منها عام 1948″. وأضاف هنية، في كلمة ألقاها في المسيرة التي تجمعت بالقرب من السياج الفاصل مع إسرائيل، شرق مدينة غزة: “في الوقت الذي بلغت فيه الهجمة على قضيتنا ذروتها منذ قرار (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب (..) فإن هذه الجماهير خرجت لتقول كلمتها الفاصلة: لا بديل عن فلسطين ولا حل الا بالعودة”. وأكمل: “نعلن وبكل وضوح وفي ظل هذا الحراك الشعبي، أننا وشعبنا لن نقبل أن يبقى موضوع (العودة) مجرد شعار يردده الناس، بل نعمل بكل جد من أجل تجسيد ذلك بكل الطرق”. وقال إن الشعب الفلسطيني “أسقط كل الرهانات، فبعد أن قال قادة العدو قديما: الكبار يموتون والصغار ينسون، ولكن ها هم الكبار والصغار والأجداد والأحفاد على أوتار العودة يعزفون”. واستشهد خمسة فلسطنيين على الأقل وجرح 356 آخرين برصاص جيش الاحتلال في غزة خلال مسيرات العودة أمس.