تعد مطاعم "الرحمة" المنتشرة بورقلة التي تضمن تقديم وجبات إفطار ساخنة عملا تضامنيا "لا غنى عنه" ويعبر على نموذج للتضامن الاجتماعي الفعال طيلة أيام شهر رمضان المعظم. ويتدفق آلاف الأشخاص المحرومين وبدون مأوى ومعوزين وعابري السبيل من بينهم مهاجرين سوريين ومن منطقة الساحل الصحراوي كل مساء ومنذ بداية الشهر الفضيل على مختلف مطاعم "الرحمة" التي توفر لهم وجبات إفطار ساخنة تقدم لهم في أجواء أخوية، ويؤطر هذه الفضاءات التضامنية للإفطار الجماعي التي يتوزع معظمها عبر الشوارع الرئيسية لمدينة ورقلة من قبل متطوعين الذين يلتزمون طيلة شهر الرحمة بإعداد وتقديم وجبات متنوعة من شأنها أن تعيد البسمة إلى وجوه هذه الفئة الهشة إجتماعيا. هذا النشاط التضامني الذي يجري في أجواء حميمية ي تكون فيه أدوار الفرق المتطوعة محددة ومنظمة حيث يتولى الطباخون منذ الفترة الصباحية إعداد مختلف الأطباق الرمضانية بمساعدة بعض الشباب فيما يتولى آخرون وقبيل آذان الإفطار مهمة تحضير الطاولات وأيضا جمعها وغسل الأواني، وأعرب عديد الأشخاص الذين يترددون يوميا على هذه الفضاءات عن إرتياحهم بخصوص الجهود المبذولة لضمان وجبة ساخنة ونظيفة ومتوازنة طيلة شهر الصيام، وتشير معطيات مديرية النشاط الاجتماعي إلى إحصاء نحو عشرين مطعم رحمة عبر ولاية ورقلة بادرت بها هيئات عمومية والقطاع الخاص والجمعيات الخيرية منذ بداية هذا الشهر المبارك. شباب متطوعون مجندون لأداء عمل جيد ويتجند عديد المتطوعين والمحسنين من مختلف الأعمار لضمان السير العادي لهذه المبادرات التضامنية التي تشمل كذلك حملات التبرع بالدم عبر المساجد بعد أداء صلاة التراويح وذلك بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف والمركز الولائي لحقن الدم. هذه الأعمال الخيرية التي بادرت بها جمعيات محلية على غرار "شباب الخير" بالرويسات و"البيت السعيد" بالمخادمة وغيرها تترجم تلك الهبة التضامنية تجاه الشرائح الاجتماعية المعوزة وهي تشمل كذلك توزيع "قفة رمضان" التي تحتوي على مختلف المواد الغذائية الواسعة الاستهلاك بالإضافة إلى الوجبات الموزعة لمستعملي الطريق على مستوى المحاور الرئيسية من بينها مفرق الطرقات ورقلة/حاسي مسعود/تقرت والطريق الدائري حي النصر الطريق الوطني رقم 49 في اتجاه ولاية غرداية، كما يكون رمضان وهو شهر الرحمة والتضامن أيضا مناسبة ملائمة لتنظيم حفلات ختام جماعي لفائدة الأيتام أو أبناء العائلات المحتاجة وتوزيع عليهم ألبسة جديدة حتى يتقاسموا مع أقرانهم فرحة عيد الفطر المبارك.