يعكف المجتمع المدني بورقلة منذ حلول شهر رمضان على تنظيم أنشطة تضامنية مختلفة ومتعددة تستهدف المعوزين والفئات الهشة من المجتمع. وتتمثل هذه الأنشطة التضامنية التي تبادر بها عدة جمعيات خيرية محلية، على غرار ''ناس الخير'' و''بسمة'' و''زمزم'' و''الأيادي الخضراء'' في توزيع قفة رمضان المتكونة من مختلف المواد الغذائية، خاصة الأساسية منها وذات الاستهلاك الواسع، بالإضافة إلى فتح مطاعم للإفطار الجماعي تضمن تقديم وجبات ساخنة لفائدة المحرومين وعابري السبيل. كما تتضمن هذه المبادرات الخيرية التي تعبر عن مدى التكافل الاجتماعي والتضامن مع شرائح المجتمع الهشة والمحرومة توزيع وجبات غذائية على مستعملي الطرقات عبر المحاور الرئيسية، لاسيما بمفترق الطرقات ورقلة حاسي مسعود تقرت، بالإضافة إلى مفترق الطرقات حي النصر والطريق الوطني رقم 49 في اتجاه ولاية غرداية. وتجدر الإشارة أيضا إلى إطلاق حملة تحسيسية من قبل هذه الجمعيات، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بغية إبلاغ الجمهور بهذه الأعمال الإنسانية التي يقومون بها، إلى جانب محاولة كسب أقصى قدر ممكن من المنح والهبات والتبرعات التي يجود بها المحسنون، حيث تم الشروع قبل بداية الشهر الكريم في عملية واسعة لجمع المواد الغذائية المتنوعة عبر مختلف المحلات التجارية. وفي هذا الصدد، تتطلع بعض الجمعيات المشار إليها إلى تحقيق تحد طموح يتمثل في جمع ما لا يقل عن ألف قفة وتوزيعها على مستحقيها خلال الشهر الفضيل.
تجنيد العشرات من المتطوعين لضمان تأطير أمثل للعملية تم تجنيد العشرات من المتطوعين وأهل البر والإحسان من أجل ضمان تأطير أمثل وإنجاح هذه المبادرة التضامنية الخيرية التي يشمل برنامجها أيضا القيام بزيارات ميدانية للمستشفيات والمراكز الصحية للمساهمة في التخفيف عن المرضى وزرع البسمة على وجوههم، حسب ما أفاد به أعضاء من هذه الجمعيات.
تقديم فحوصات وأدوية مجانية لفائدة المرضى المحتاجين وفي سياق متصل، تعمل العديد من الجمعيات على غرار ''أحباب المريض'' بحي المخادمة على تكثيف أنشطتها الرمضانية، لاسيما فيما يتعلق بتوفير الفحوصات الطبية والأدوية المجانية لفائدة المرضى المحتاجين وتوزيع الكراسي المتحركة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلا عن تنظيم حملات للتبرع بالدم عبر المساجد بالتنسيق مع المديرية المحلية للشؤون الدينية والأوقاف والمركز الولائي لحقن الدم. ويتوخى من خلال حملات التبرع التي يؤطرها أطباء وممرضون ينشطون بالجمعية غرس هذا السلوك ''النبيل'' لدى المصلين الذين يرتادون المساجد وقت صلاة التراويح بالإضافة إلى المساهمة في توفير هذه المادة الحيوية على مستوى المراكز الصحية. ويعتبر شهر رمضان المبارك من جهة أخرى بالنسبة للحركة الجمعوية بورقلة فرصة مناسبة لتنظيم حملات الختان الجماعي إلى جانب توزيع الملابس الجديدة للاحتفال بعيد الفطر المبارك لفائدة الأطفال الأيتام أو أبناء العائلات المعوزة.