شدّد عبد العزيز بلخادم، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، أن الجزائر ''لا طمع لها في أي رقعة من أرض مغربية في الحدود الدولية ولا طمع لها أيضا في أي شبر من أرض الصحراء الغربية''. ونصح بلخادم كلا من المغرب وجبهة ''البوليزاريو'' بأن ''يذهبا لصيغة الاستفتاء ونحن سنحترم النتائج''. سئل عبد العزيز بلخادم أمس من قبل ناشطين لبنانيين حضرا إلى الجزائر للمشاركة في ملتقى بعنوان ''حق الشعوب في المقاومة''، خصهما بلقاء في مقر حزبه، عن الموقف الجزائري من النزاع في الصحراء الغربية، فرد كالآتي: ''مطلبنا أن يستفتى الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، ولو أراد أن يكون مغربيا فله ذلك، وإذا أراد أن يكون تحت حكم ذاتي فله ذلك أيضا، وإن أراد الاستقلال فليكن له ذلك ونحن سنحترم نتائج الاستفتاء مهما كانت''. وقال بلخادم للدكتور وليد عربيد وحسان جوني، وهما أستاذان بالجامعة اللبنانية، إن الجزائر ''لا حق لها في الوصاية على الصحراويين وليست لنا وصاية عليهم''، وتابع ''نحن نقول للأشقاء في المغرب والبوليزاريو: اذهبوا للاستفتاء''. وذكر أن الجزائر تنطلق في مبادئها من نقاط مبدئية؛ ''حق الشعوب في تقرير المصير وأقرته مواثيق الأممالمتحدة وحين ندعم هذا الحق فإننا بذلك ندعم الشرعية الدولية''. وألمح بلخادم في كلامه إلى اتهامات مغربية تشير إلى ''أطماع'' جزائرية في المنطقة، وقال في هذا الشأن: ''كثير من البلدان بينها مشاكل حدودية في إفريقيا وإذا تخلّينا على الحدود الموروثة عن الاستعمار وهو مبدأ أقرته منظمة الوحدة الإفريقية فستكون هناك صراعات كثيرة''، وعاد إلى معطيات تاريخية تخص الصحراء الغربية: ''الجنرال فرنكو هل كان سيتنازل للجنرال ديغول عندما كانت الأرض الصحراوية تخضع للاحتلال الإسباني وأخرى منها تخضع للاحتلال الفرنسي؟''. وختم الفكرة قائلا: ''التاريخ لا يقر أبدا بطرح الأشقاء في المغرب، هم أشقاء وجيران ولا عداوة معهم، والجزائر لا طمع لها في أي رقعة من أرض مغربية في الحدود الدولية ولا طمع لها أيضا في أي شبر من أرض الصحراء الغربية''. وشدد عبد العزيز بلخادم أن الجزائر ستحترم دائما الأممالمتحدة وقراراتها في ما يخص الحدود الترابية للبلدان: ''لكن الجزائر أيضا عندما يتعلق الأمر بحدودها فهي لن تهادن أحدا ومن يطمع سنحاربه سواء شقيق أو غريب، وما عدا ذلك فنحن مع الأممالمتحدة وكل قراراتها في ذلك''. وضرب بلخادم مثلا بدعم الجزائر لتقرير المصير في تيمور الشرقية ''مع أن أندونيسيا لها يد بيضاء في دعم الثورة الجزائرية، أي على الرغم ما يربطنا مع هذا البلد الصديق إلا أننا نقف مع حق تيمور الشرقية في تقرير المصير''، وأضاف ''فالذي نقره لتيمور من حق فكيف لا نقره لجارنا وفق الشرعية الدولية؟''. وتحدث بلخادم في اللقاء الذي تبع بلقاءات أخرى مع وفود فلسطينية وإسبانية ونمساوية: ''الشعب الصحراوي سيّد قراره ولا يقبل ببديل عنه.. انظروا إلى ثورتنا قدمنا مليون ونصف من الشهداء ثم احتكمنا لاستفتاء تقرير المصير وطبقنا المبدأ على أنفسنا فكيف نرفضه للآخر''. وطالب الأكاديمي وليد عربيد من بلخادم، أن تمارس الجزائر دورا أكبر في قضايا الشرق الأوسط والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فرد أن ''الوضع ليس كما كان في السبعينات والثمانينات. صحيح لعبنا دورا كبيرا لما كان الأمر فلسطيني فلسطيني والجزائر تلعب دورها لتحرير فلسطين''. وتحدث عن ''انقسام الصف العربي... فقط الفلسطينيون عليهم أن يحددوا ما يريدون ونحن ندعمهم''.