تناقلت وكالات الأنباء، أمس، نبأ اعتقال السلطات الإسبانية شخصا أمريكيا جزائري الأصل اسمه عمر محمد دبيحي، بحكم علاقته بالمدعو ''ميزي توفيق'' الذي برّأته العدالة من تهمة الانتماء ودعم تنظيم القاعدة. غير أن هذا الأخير فند كل ذلك في مقابلة مع ''الخبر''. وأظهر توفيق ميزي نسخة عن قرار انتفاء وجه الدعوى الصادر يوم 13 سبتمبر الجاري، عن محكمة سيدي امحمد في قضية الدعم والانتماء للقاعدة بعد اتهامه بذلك من طرف القضاء الإسباني منذ سنتين. وقرر المعني مراسلة المنظمات العالمية والهيئات الأممية لحقوق الإنسان للمطالبة بحق رد الاعتبار له بعد ما أسماه حملة تشويه سمعته، وقال إنه عازم على متابعة الحكومة الإسبانية في القضاء الدولي. وتحدث ''ميزي توفيق'' مطولا عن تفاصيل ما اعتبره الاتهام الباطل من طرف السلطات الإسبانية التي اعتقلت أمس أحد رفاقه، وهو مواطن أمريكي من أصل جزائري وجهت إليه تهمتا ''تمويل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي والتهرب من دفع الضرائب والتزوير''. وقالت السلطات الإسبانية، حسب وكالة الأنباء الفرنسية، إن محمد عمر دبيحي البالغ من العمر 43 عاما، اعتقل في برشلونة شمال شرقي البلاد بتهمة تقديم تمويل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي على اعتبار أنه على صلة بشخص متهم بالدعم والانتماء للقاعدة. وفي معرض حديث ''توفي ميزي '' قال إنه منذ 2008 وهو في حرب قضائية أوكل فيها محاميا إسبانيا لإثبات براءته بعد اتهامه في جوان 2008 من طرف السلطات الإسبانية، رفقة جزائريين آخرين، بتهمة الانتماء للقاعدة وتمويلها. وانتهى الأمر بالإفراج عن رفاقه بكفالة فيما واصل هو مشواره انطلاقا من الجزائر موكلا للمحامي الإسباني ''إيفان خمينيس إيبار'' مهمة الدفاع عنه لدى القضاء الإسباني. وأشار عليه المحامي بعدم الحضور لأنه سيتعرض للسجن على ذمة التحقيق مثلما حدث لرفاقه. وقال ''توفيق'' إنه تفاجأ بالقبض عليه من طرف الشرطة الجزائرية في سبتمبر 2009 لدى عودته من أداء مناسك العمرة. وأخبر بأنه مطلوب بحكم أمر دولي بالقبض عليه بتهمة الانتماء للقاعدة، ليسلم بعدها لوكيل الجمهورية لمحكمة سيدي امحمد. وكلف هذا الأخير قاضي التحقيق بمواصلة القضية مع المتهم ليتم وضعه تحت الرقابة القضائية لمدة سنة، ويتقرر بعد التحقيقات القضائية والأمنية بين البلدين إصدار انتفاء وجه الدعوى في حقه بتاريخ 13 سبتمبر الجاري. وكان توفيق يتوقع، حسب أقواله، أن الملف قد طوي، لكن سرعان ما عاد اسمه للظهور في نفس القضية بعد اعتقال صديقه الأمريكي من أصل جزائري ''دبيحي محمد عمر''. وأوردت وسائل الإعلام، أمس، نقلا عن جهات قضائية وأمنية في إسبانيا خبر اعتقال رفيقه بدعوى أنه ينتمي للقاعدة من خلال صلته بتوفيق ميزي. واعتبر ''توفيق ميزي'' ما حدث له مساسا بسمعته وعدم اعتراف بقرارات العدالة، التي فصلت بناء على التحقيقات بين البلدين بعدم وجود أي دليل إدانة. وقرر بالمقابل اللجوء إلى المنظمات الحقوقية والهيئات الأممية لاسترجاع حقه، وسيراسل على هذا الأساس كلا من الأمانة العامة للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية واللجنة الأوروبية لحقوق الإنسان.