وقفت ''الخبر''، منتصف يوم أمس، على آخر ترتيبات الطبعة الخامسة عشرة من صالون الجزائر الدولي للكتاب، المنتظر افتتاحها رسميا، بعد ظهيرة اليوم، ولمست حجم التأخر الفادح في تهيئة كثير من أجنحة العارضين والحالة الصّعبة التي تموج فيها خيم التظاهرة التي طوقتها وحاصرتها، منذ الصباح، البرك والمستنقعات والأوحال. يتخذ صالون الجزائر الدّولي للكتاب شعار ''حلّت الروائع''، وهو شعار لا يتفق تماما مع الحالة الصّعبة التي غرقت فيها، أمس، خيم المعرض التي أحاطتها، منذ الصباح، أوحال وبرك واسعة عطلت عمل العارضين الذين وجدودا صعوبات جمّة في التنقل ونقل الكتب وتهيئة الأجنحة. حيث ما تزال، لحدّ الساعة، كثير من الأجنحة فارغة وخالية من الكتب، أجنحة لعارضين من الجزائر وآخرين أجانب. مع العلم أن الجمهور سيشرع، بداية من صبيحة غد، في التوافد على التظاهرة نفسها. تجنب العارضون الذين صادفتهم ''الخبر''، أمس، الخوض في تفاصيل المتاعب التي تواجههم ولكنهم عبروا عن قلقهم إزاء الوضعية الصعبة التي من شأنها أن تتفاقم خلال الأيام القليلة القادمة وتهدد السير الحسن للصالون. غالبية الخيم التي تم نصبها بجانب خيمة العرض الرئيسية، حاصرتها البرك، بما في ذلك الجناح المخصص للترفيه ولعب الأطفال، وبات من الصعب جدا التنقل عبر محيطها. في السياق نفسه، عبر بعض الناشرين الجزائريين عن امتعاضهم إزاء طريقة تقسيم مناطق العرض داخل الخيمة الرئيسية، حيث استحوذت بعض دور النشر على مناطق العرض المهمة، خصوصا بالقرب من المدخل، وتم تهميش دور نشر أخرى، ما دفع أحد الناشرين إلى التساؤل: ''أرجو فقط أن يخبرنا القائمون على الصالون عن المعايير التي يتم اعتمادها في توزيع أجنحة العارضين؟''. كما يتضح أن محافظة الصالون صارت تفرض قانونا داخليا جديدا على العارضين، حيث فرضت على النقابة الوطنية لناشري الكتب دفع مستحقات جناح العرض، مع العلم أنها تحمل صبغة الجمعية والجمعيات معفاة من دفع تكاليف العرض، وهي سابقة في تنظيم الصالون الدولي للكتب. هذه الإشكاليات والصعوبات التي تحيط بتنظيم صالون الكتاب تضاف إليها جملة من الصّعوبات الأخرى التي تتمثل خصوصا في بعد منطقة الصالون (مركب 5 جويلية) عن نقاط الاستقطاب الحضرية، صعوبات النقل وتقلص قدرة استيعاب حظيرة السيارات والأهم من ذلك هشاشة البرامج التنشيطية المرافقة، غياب أسماء أدبية ذات سمعة عالمية، رغم أن ضيف الشرف هو دولة سويسرا التي تضم أسماء أدبية كثيرة من الوزن الثقيل، غياب كبريات دور النشر العربية التي لن تشارك، هذه السنة، على غرار داري ''الساقي'' و''نجيب رياض الريس'' من لبنان ومقاطعة اتحاد الناشرين العرب للتظاهرة، وهي مقاطعة ألقت بظلالها وسار على نهجها كثير من الناشرين العرب. فيما تأكد نهائيا عدم حضور الناشرين المصريين ومقاطعة أعضاء اتحاد الناشرين العرب للتظاهرة، رغم بيانات الاحتجاج التي أمضاها عدد كبير من المثقفين الجزائريين.