قامت السلطات المغربية، أمس، بتعليق نشاط مكتب قناة الجزيرة الفضائية القطرية في الرباط، عقب تقديمها لتغطية شاملة لظروف مقتل الطفل الصحراوي الناجم الكارحي من قبل الشرطة المغربية. أرجع بيان لوزارة الاتصال المغربية قرار غلق مكتب الجزيرة لما أسماه ب''رصد حالات عديدة انحرفت فيها قناة الجزيرة عن قواعد العمل الصحفي الجاد والمسؤول، الذي يقتضي التقيد في جميع الظروف والأحوال، بشروط النزاهة والدقة والموضوعية، والحرص على احترام القواعد والآداب المهنية، كما هو متعارف عليه''. وبعدما ذكر البلاغ بأن المصالح المختصة بوزارة الاتصال قامت بإعداد جرد شامل وتقييمي دقيق للتقارير والبرامج الإخبارية التي تناولت الشأن المغربي على قناة الجزيرة، والتي لا تساير الطرح المغربي، وأشار إلى ''أنه ترتب عن هذه المعالجة الإعلامية غير المسؤولة، إضرار كبير بصورة المغرب، ومساس صريح بمصالحه العليا''، وفي مقدمتها ما أسمته وزارة الاتصال ''قضية وحدته الترابية''، في إشارة ضمنية لقضية الصحراء الغربية، حيث رفضت القناة تزكية الاحتلال المغربي للصحراء. كما جاء في البيان ''وتطبيقا للمقتضيات القانونية الجاري بها العمل، فقد تقرر تعليق نشاط قناة الجزيرة في المغرب، ووقف العمل بالاعتمادات الممنوحة لطاقمها العامل فوق التراب الوطني للمملكة، وذلك بداية من تاريخه''. وفي اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، قال مدير مكتب الجزيرة في الرباط، عبد القادر خروبي، إن القناة ''احترمت على الدوام قواعد المهنية والحياد لا سيما في المغرب''. وأضاف ''إن ملف الجزيرة ليس للأسف بين أيدي وزارة الاتصال فقط. هناك أطراف أخرى تتخذ قرارات على هذا المستوى''، بدون إعطاء توضيحات أخرى.