كشفت الأمطار الغزيرة التي تساقطت على ولاية فالمة، خلال اليومين الماضيين، العديد من العيوب في نظام صرف مياه الأمطار عبر الأحياء، وانعدامه تماما بالكثير منها، ما خلف طوارئ في أوساط السكان، سيّما مساء أول أمس، حيث اضطرّت عائلات لمغادرة مساكنها خوفا من خطر تدفق المياه داخلها. كما انسدّت الطرقات داخل المدن وبعض الجسور مع ارتفاع منسوب المجاري والوديان. ففي بلدية حمام دباغ، أكد لنا مواطنون من أحياء أعالي المدينة، بأنّهم فوجئوا بتدفق المياه وزحفها على مساكنهم. مفيدين بأنهم ضحايا انسداد مجاري الحزام الواقي من الفيضانات، وانجراف جذوع الأشجار والأتربة التي رمت بها بعض المقاولات المكلّفة بإنجاز مشروع سكني في إطار السكن الهش بمنطقة ''عوينات السيكران''. وأكّد مسؤولو البلدية الذين التقيناهم رفقة رجال الأمن والحماية المدنية عند الجسرين المحاذيين للشلال، اللذين انسدّا بفعل تراكم جذوع الأشجار ومختلف النفايات الصلبة، أكدّوا بأنّ مرميات المقاولات سالفة الذكر هي التي تسبّبت في انسداد الجسرين، وطوفان المياه على ضفتي الوادي لتتسبب في بعض التسربات إلى بيوت المواطنين. وعرف الطريق البلدية الرابط بين هواري بومدين وقرية عين الخروبة، انزلاقا أرضيا بمحاذاة أشغال حفر لأحد الخواص، حيث بات مسلكه خطيرا. وبالمدخل الغربي لمدينة فالمة جهة قسنطينة، تحوّل الطريق الوطني رقم 20 إلى وادٍ تجمعت فيه المياه الآتية من أحياء: بوالروايح، فنجال، بن شغيب والمذبح القديم. واضطرّ مسؤولو بلدية فالمة إلى غلق منفذ باب سكيكدة لساعات بعد انجراف التربة به وانسداده بعديد الشوائب. وخلفت الأمطار انهيار جدار أصيب خلاله شاب بجروح. وتزامنا مع كميات الأمطار الغزيرة التي عرفتها الولاية، فقد عرفت العديد من بلديات الولاية انقطاعات في التيار الكهربائي، وبعض الخطوط الهاتفية وخدمة الأنترنت.