نقلت مصادر دبلوماسية في مدريد أن مبعوث حكومة ثاباتيرو، السيد أنخيل موراتينوس، تنقل، أمس، للجزائر لإقناع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للمشاركة في قمة الاتحاد من أجل المتوسط المزمع عقدها في برشلونة يوم 21 نوفمبر الجاري، وذلك كما أوضحت نفس المصادر، لكون الجزائر متحفظة على القمة طالما لم يسجل أي تقدم في مسار السلام بالشرق الأوسط. استقبل الوزير الأول، أحمد أويحيى، أمس، مبعوث الحكومة الإسبانية أنخيل موراتينوس الذي سلمه رسالة إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وأشارت مصادر دبلوماسية إسبانية إلى أن زيارة موراتينوس للجزائر ''تندرج ضمن تحضيرات مدريد لاستضافة القمة الثانية للاتحاد من أجل المتوسط ببرشلونة''، وهي القمة التي لم يتفق بعد على انعقادها يوم 21 نوفمبر، بعدما كانت مقررة في شهر جوان الفارط، بالنظر إلى تحفظ العديد من الدول وخصوصا العربية منها، بسبب الممارسات الإسرائيلية وعدم التزامها بمسار السلام في الشرق الأوسط. من جانب آخر ذكرت نفس المصادر أن الوضع في العيون بالصحراء الغربية غداة عمليات القمع المغربي ضد المواطنين الصحراويين كانت ضمن المباحثات التي أجراها موراتينوس مع الوزير الأول أحمد أويحيى ومع وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي. ويكون تحفظ الجزائر على موعد انعقاد القمة، جراء عدم تسجيل أي تقدم في مسار السلام في الشرق الأوسط واستمرار التعنت الإسرائيلي، وراء عدم مقابلة الرئيس بوتفليقة للمبعوث الإسباني والاكتفاء بتخصيص لقاء له مع الوزير الأول فقط الذي تسلم منه رسالة من ثاباتيرو حول العلاقات بين الجزائرومدريد وكذا قمة برشلونة للاتحاد المتوسطي. وقبل ذلك وفي تصريح له بتونس، أول أمس، لدى استقباله من قبل الرئيس زين العابدين بن علي، عشية توجهه للجزائر، قال موراتينوس ''نحن نعمل لتحقيق ولتحديد أفضل الفرص والظروف الملائمة لتعزيز مبادرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حول الاتحاد من أجل المتوسط''. كما صرح موراتينوس أنه ''وجد كل الدعم لدى الرئيس زين العابدين بن علي الذي جدد التزام تونس بخلق الظروف المواتية لمؤتمر القمة للاتحاد''، مشيرا إلى أن ''تاريخ القمة لم يتم تحديده بعد''، وفي ذلك أكثر من علامة من أنخيل موراتينوس، على أن موعد 21 نوفمبر مستبعد جدا وبالتالي تأجيله لموعد آخر شبه مؤكد. وغداة التقاء وزراء خارجية فرنسا ومصر بمعية المبعوث الإسباني أنخيل موراتينوس في باريس، اليوم، لاتخاذ قرار مشترك حول مصير قمة برشلونة للاتحاد من أجل المتوسط، أكد مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية السيد أحمد فتح الله، باعتبار القاهرة ترأس الاتحاد مناصفة مع باريس، أنه ''لم يتم الاتفاق على أي موعد جديد للقمة، مبديا عدم تفاؤله بشأن إمكانية عقد القمة في 21 نوفمبر الجاري''. ولاحظ الدبلوماسي المصري أن الظروف التي عطلت عقد القمة ''لم تتغير'' وأن العقبات التي واجهت عقد القمة وأدت إلى تأجيلها من جوان إلى نوفمبر مازالت قائمة، وهو ما يعني أن هناك اتجاها عربيا خصوصا، لتأجيل للمرة الثانية قمة الاتحاد من أجل المتوسط بعدما تأجلت للمرة الأولى في جوان الماضي.