استدعت محكمة الجنح لمدينة سان إيتيان الفرنسية، أول أمس، رئيس جمعية مساعدة نقل الجثامين من فرنسا إلى الجزائر ''الجيل الجديد لوار'' للمثول أمامها بتهمة ''خيانة الأمانة'' وتحويل أموال الجمعية لأغراض خاصة، بعد عدد من الشكاوى التي تقدم بها بعض أعضاء الجمعية. طالب وكيل الجمهورية لمحكمة الجنح بمدينة سان إيتيان الفرنسية بتسليط عقوبة 6 أشهر حبسا مع وقف التنفيذ وغرامة مالية ب3 آلاف أورو في حق رئيس جمعية ''الجيل الجديد لوار'' التي كانت تعرف من قبل ب''ودادية الجزائريين في فرنسا'' بتهمة خيانة الأمانة وتحويل الأموال. وقد تحركت العدالة الفرنسية، حسب ما نقلته جريدة ''لوبروغري'' الفرنسية، بعد تلقيها عددا من الشكاوى من أعضاء في الجمعية الذين تخوفوا من تحويل أموال الجمعية التي كانت تجمع بين 65 و95 أورو كاشتراكات من أكثر من 2000 منخرط، بعد أن اقتنى رئيس الجمعية عددا من العقارات في مدينة سان إيتيان الفرنسية. وتبين من خلال التحقيقات التي تمت في تسيير أموال الجمعية وجود مبالغ كبيرة صرفت في اقتناء أشياء الجمعية ليست بحاجة لها كمحدد الموقع الجغرافي للسيارات بالرغم من عدم امتلاك الجمعية لسيارة، وعطل في بعض الفنادق، بالإضافة إلى اشتراك مع فريق سانت إيتيان لكرة القدم. وقد حاول محامي الدفاع تبرئة المتهم الذي غاب عن الجلسة لأسباب صحية بالتأكيد أن الاشتراك مع فريق كرة القدم في المدينة كان الهدف منه هو مساعدة شباب المنطقة من المغتربين على الاندماج في المجتمع الفرنسي. وأشار رئيس المحكمة إلى أن المحققين الذين درسوا ملف الجمعية اكتشفوا من البداية أن تسيير أموال الجمعية يشوبه الكثير من الغموض، وهو الغموض الذي اعتبره وكيل الجمهورية متعمدا من أجل تحويل أموال الجمعية مشيرا إلى وجود مثلث بين الجمعية ومؤسسة مساعدة ومؤسسة تأمين، ما يصعب من إمكانية متابعة الأموال وكيفية صرفها. ويعتبر مشكل نقل الجثامين لدفنها في الجزائر أكبر مشكل يؤرق الجالية الجزائرية في الخارج بسبب غلاء تكاليف النقل، ما يجعل مثل هذه الجمعيات مطلوبة كثيرا من طرف الجالية لمساعدتها على نقل موتاها نحو بلدهم الأصلي لدفنهم، وهذا بالرغم من توفر عدد من المقابر الإسلامية في فرنسا على غرار مدفن بوبيني بضاحية سان دوني الباريسية قرب المستشفى الفرنسي الإسلامي ابن سينا. ويتبع المدفن أيضا 85 جناحا مخصصا للمسلمين أساسا في مدافن بمنطقة إيل دي فرانس، إلا أن هذه المقابر لا تكفي لاستقبال موتى المسلمين نظرا للعدد الكبير للجاليات المسلمة في فرنسا خاصة الجالية الجزائرية. وبالإضافة إلى ضيق المساحة والتخوف من أن يتم حرق جثثهم، فإن الكثير من الجزائريين المقيمين بالخارج يفضلون احتراما للدين وللتقاليد أن يتم دفنهم في بلدانهم الأصلية ووسط عائلاتهم وليس في بلاد الغربة.