ذكر الدكتور جاكار لحسن، أستاذ التاريخ بجامعة معسكر، أن الأمير عبد القادر دعا إلى ما يسمى حاليا بحوار الحضارات في شهر ماي من سنة 1860 عن طريق رسالة بعثها إلى شيوخ الطائفة الدرزية في سوريا ولبنان بخصوص صراعهم مع المسيحيين. تطرق الدكتور جاكار لحسن، أثناء ندوة تاريخية بدار الثقافة أبي راس الناصري بمناسبة الاحتفال بالذكرى 178 لمبايعة الأمير عبد القادر، لمساعي هذا الأخير لحل مشكلة اعتداء الدروز في لبنان ثم سوريا على المسيحيين، بتوجيه رسالة إلى شيوخ الدروز في شهر ماي من سنة 1860 يدعوهم فيها إلى الحكمة والتعقل والاحتكام إلى الشريعة الإسلامية التي تضمن حقوق وحريات غير المسلمين واحترام خصوصياتهم ومنهم المسيحيون الذين عاشوا في البلاد العربية منذ عدة قرون، داعيا إلى فتح حوار معهم حول أسباب الخصومة المفتعلة من قبل بعض القادة الأتراك دون موافقة السلطان العثماني الذي كان يعاني من الضعف وتراجع السلطة. واقعية الأمير وانفتاحه ظهرت أيضا، حسب المحاضر، من خلال موقفه من حفر قناة السويس. ففي الوقت الذي عارضته بعض القيادات العربية أيد هو مشروع فرديناند دي ليسيبس بحفر القناة التي ستتحول إلى قناة اتصال بين الشعوب والحضارات، تماما كما أيد حفر بحر داخلي بالشرق الجزائري الذي بادرت إليه فرنسا قبل أن تتراجع عنه، ذلك أنه كان يدعو إلى فتح قنوات الحوار بين مختلف الشعوب وأصحاب الديانات لتحقيق تفاهم أوسع يضع حدا للحروب ويبعدها.