إطلاق مبادرة الشراكة الأمريكية مع دول المغرب العربي من الجزائر أكد مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بالاقتصاد والطاقة والعلاقات التجارية السيد خوسي فيرنانديز أن المؤسسات الأمريكية تأخرت كثيرا في الوصول إلى منطقة المغرب العربي رغم الإمكانيات المطروحة، مشددا على أن الوقت قد حان لتغيير منحى الشراكات الأمريكية نحو هذه المناطق. كشف مساعد كاتب الدولة الأمريكي خوسي فيرنانديز أن الإدارة الأمريكية قد قررت تغيير نظرتها وسياستها الاقتصادية نحو دول المغرب العربي، وهذا من خلال إطلاق مبادرة شراكة أمريكية مع بلدان المغرب العربي تحت شعار شراكة شمال إفريقية من أجل الفرص الاقتصادية. مؤكدا خلال الندوة الصحفية التي نشطها أمس على هامش ندوة الولاياتالمتحدة المغرب العربي من أجل الشراكة، أمس بفندق الهيلتون بالعاصمة، أن هذه السياسة التي أطلقها الرئيس أوباما خلال زيارته لمصر للتقرب من العالم الإسلامي، هدفها العمل على استعادة الشراكة بين الولاياتالمتحدة والمغرب العربي التي عرفت تأخرا كبيرا بسبب توجهات المؤسسات الأمريكية التي كانت تتعامل مع أسواق أخرى وتناست المغرب العربي رغم الإمكانيات المتوفرة. وأوضح السيد فيرنانديز أن شبكة الشراكة هذه التي تجمع كل الدول المغاربية، تشكل ''عنصرا هاما للشراكة من أجل انطلاقة جديدة تتمثل في مبادرة عالمية تهدف إلى تعميق الروابط بين القطاع الخاص للولايات المتحدة وجميع الجاليات المسلمة في العالم. مضيفا أنها تهدف خاصة إلى مساعدة المقاولين، ولاسيما الشباب منهم، على أن يصبحوا مسيرين وأصحاب مؤسسات وتشجيع كل رجال الأعمال والجامعيين والمنظمات العلمية والتجارية على العمل مع في إطار شراكة مميزة من أجل تعزيز علاقاتهم التجارية. وشدد ذات المتحدث على أن الإدارة الأمريكية التي أطلقت برنامج أولي لمدة 7 سنوات، خصصت له 5,2 مليون دولار، تعمل بشكل دائم مع حكومات البلدان المعنية من أجل تثمين البرنامج وتطويره، مؤكدا أن الحكومات تتجاوب بشكل جيد، وقد اقترحت عددا من الأفكار سمحت بتطوير البرنامج منذ بدايته. وفي نفس السياق أوضح السيد فيرنانديز أن الشراكة الجديدة تتمحور حول عدد من المحاور وهي خلق أقطاب امتياز مع محاضن لإنشاء مؤسسات جديدة وكذا إنشاء معهد افتراضي شمال إفريقي للفرص الاقتصادية وشبكة اجتماعية لرجال الأعمال والمقاولين الشباب وندوة سنوية بين الولاياتالمتحدة والمغرب العربي حول المقاولة، بالإضافة إلى ندوات منتظمة بين الحكومات تحت إشراف شراكة شمال افريقية من أجل الفرص الاقتصادية، مشيرا إلى أن الأكاديمية أو المعهد الافتراضي سيعمل على إنشاء علاقات بين القطاعين الخاصين بشمال إفريقيا والولاياتالمتحدة عن طريق مبادرات تجارية بهدف تشجيع تكوين إطارات المؤسسات الشمال إفريقية، وتطوير المؤسسات الكبرى ودعم المؤسسات الصغيرة، وخلق برامج ونشاطات من أجل ترقية التسيير والمقاولة والتكوين في مجال الشغل لدى الشباب، ودعم الإبداع واستخدام العلوم. كما كشف السيد فيرنانديز من جهة أخرى عن إنشاء لجنة استشارية عامة للشراكة شمال إفريقية من أجل الفرص الاقتصادية، وكذا لجان استشارية محلية بكل بلد مغاربي من أجل ضمان متابعة المبادرة على المدى الطويل، كما كشف عن إنشاء مكتبة علمية ورقمية بالنسبة لمنطقة المغرب العربي من طرف الولاياتالمتحدة وسيتم تدشينها في ربيع .2011 من جهته أكد وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمارات السيد محمد بن مرادي أن الجزائر تدعم مبادرة الشراكة حول فرص الأعمال بالمغرب العربي التي بادرت بها السلطات الأمريكية قصد ترقية المقاولين الشباب بالمنطقة. معتبرا خلال الكلمة التي ألأقاها بمناسبة الندوة أن تجسيد هذه المبادرة سيسمح بإبراز القدرات المعتبرة في مجال المقاولة التي يمثلها الشباب حاملو المشاريع بمنطقة المغرب العربي. مؤكدا التزام الجزائر ''بالانضمام إلى هذه المبادرة التي ترمي إلى تجسيد شراكة عابرة للمحيط الأطلسي.