شهد، أمس، مجلس قضاء بشار، محاولة انتحار أقدم عليها رجل في العقد الثالث من العمر، بعد أن قررت هيئة محكمة الجنايات إدانة شقيقه المتابع في قضية تكوين جمعية أشرار وحيازة المخدرات والمتاجرة فيها، بعقوبة السجن النافذ عشر سنوات. كانت هيئة المحكمة وبمجرد إنهائها النطق بالحكم، تلقت وابلا من السباب والشتائم من أهالي المدانين الذين غصت بهم قاعة المحاكمة، خاصة شقيقة هذا الشاب التي هزت أرجاء المحكمة بالصراخ والعويل، فيما انتابت شقيقها حالة من الغضب دفعته إلى تكسير الكراسي وبعض العتاد المتواجد في باحة المحكمة، ومحاولة تخريب جهاز السكانير المتواجد بمدخل المجلس، لتسود حالة من الهدوء وسط الحاضرين الذين أبصروه وهو يقدم على رمي نفسه من الطابق الأول الذي توجد فيه قاعة المحاكمة، لتتعالى صرخات أقربائه من جديد ويصاب الجميع بالذهول والصدمة والحيرة، ولاسيما عمال وموظفي المجلس الذين صدموا بهول الحادثة. وكشفت مصادر مطلعة أن المدعو ''ب.ب'' 38 سنة، تم نقله على جناح السرعة إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الأولية بعد الرضوض التي تعرض لها في بعض مفاصله، هذا فيما استطاعت مصالح الشرطة التي تدخلت على الفور توقيف عدد منهم من بينهم الشاب وشقيقته وصديق كان رفقته، فيما قرر النائب العام متابعتهم قضائيا بتهمة إهانة هيئة نظامية وتهديدها، وتكسير وتخريب وممتلكات عمومية، ويجري التحقيق معهم على مستوى مصالح الشرطة، قبل إحالة الملف على وكيل الجمهورية لدى محكمة بشار. وتشير المعطيات التي حصلت عليها ''الخبر'' إلى أن القضية المتابع فيه شقيق الشاب، أعاد مجلس قضاء بشار النظر فيها، وهذا بعد أن فصلت المحكمة العليا في الطعن المقدم على مستواها بشأن الاستئناف في الأحكام التي صدرت ضد المتهمين قبل سنوات، والتي تراوحت بين عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا في حق متهمين اثنين، أحدهما شقيق الضحية، وعقوبة 15 سنة سجنا نافذا في حق أب وابنه، وهذا بعد إدانتهم بتهم تكوين جمعية أشرار وحيازة المخدرات والمتاجرة فيها، وهذا بعد أن ضبطت بحوزتهم كمية من المخدرات قدرت بحوالي 5 كيلوغرام. ورغم محاولة مرافعات دفاع المتهمين، إسقاط تهمة تكوين جماعة إجرامية وتفنيد جميع التهم التي تلاحق موكليهم، إلا أن ممثل الحق العام، أصر خلال مرافعته، على الأدلة والقرائن التي اعتبرها ثابتة في ملف القضية ملتمسا تسليط عقوبة السجن المؤبد. إلا أن هيئة المحكمة وبعد سماعها لأقوال الابن الذي اعترف خلال الجلسة بكل الأقوال المنسوبة إليه، وأقوال أحد المتهمين الآخرين الذي اعترف أحدهم بإدمانه على المخدرات، فيما حاول الثاني إنكار علاقته بالموضوع مُؤكدا أن وجوده كان بالصدفة خلال عملية التفتيش التي تم أثناءها حجز الكمية المذكورة، قضت، بعد جلسة المداولة، بالحكم ببراءة الأب وبإدانة الابن وباقي المتهمين بعقوبة 10 سنوات سجنا نافذا، من بينهم شقيق الذي حاول الانتحار.