شرع بداية من نهار أمس، وفدا كل من البوليساريو والمغرب في جولة رابعة من المفاوضات غير المباشرة بمدينة منهاست، بضواحي نيويورك، برعاية الأممالمتحدة وبمشاركة الدولتين الملاحظتين الجزائر وموريتانيا، حيث من المتوقع أن يناقش الطرفان عددا من الملفات تمهيدا لاستئناف المفاوضات المباشرة. كان الطرفان الصحراوي والمغربي قد اتفقا خلال الجلسة الماضية على الالتقاء من جديد في جولتين إضافيتين في شهري ديسمبر الجاري وجانفي المقبل، من أجل استكمال المحادثات التي تهدف إلى زرع الثقة بغرض استئناف المفاوضات الرسمية التي تعثّرت بسبب الموقف المغربي المتعنّت الذي يصرّ على ضرورة التفاوض حول قضية واحدة تتمثل في مقترح الحكم الذاتي الذي اقترحته الرباط، في حين ترفض جبهة البوليساريو هذا الشرط باعتباره مناقضا لقرارات الأممالمتحدة. وإذا كانت جبهة البوليساريو قد عبّرت عن نيتها في الذهاب إلى هذه الجولة الجديدة بنفس العزم والإرادة لإنهاء مسلسل الاحتلال، من خلال منح الشعب الصحراوي الحق في تقرير مصيره، إلا أن ذلك لم يمنع ممثلها لدى الأممالمتحدة، أحمد البوخاري، من التعبير عن تخوفه من فشل المساعي الأممية خلال هذه الجولة الجديدة، في ظل ما وصفه بالظروف غير الملائمة تماما لنجاح المحادثات، خصوصا في ظل الوضع المتردي في الأراضي الصحراوية المحتلة على خلفية أحداث مدينة العيون. وتوقع البوخاري، في تصريح ل''الخبر''، بأن الجولة القادمة لن تحمل جديدا في القضية الصحراوية، بالنظر للتعنت المغربي الرافض لتوصيات الأممالمتحدة. وذهب البوخاري إلى أبعد من ذلك عندما عبر عن تخوّفه من أن الأممالمتحدة قد تستجيب للضغوطات من أجل التخلي عن الملف الصحراوي. ومن جانب آخر، أعرب المتحدث عن أسفه مما وصفه بالدور السلبي والمعرقل الذي تقوم به فرنسا داخل مجلس الأمن الدولي، وقال البوخاري في هذا الشأن، إن الموقف الفرنسي هو الذي أصبح أكبر عائق أمام مستقبل الصحراويين في تقرير مصيرهم. وتنتظر جبهة البوليساريو ما سيتضمنه تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء الغربية في شهر أفريل المقبل. وهو التقرير الذي قال بشأنه المتحدث، إنه أهم من الجولات الحالية من المفاوضات، حيث من المتوقع أن يحدد الخطوط العريضة لمستقبل الصراع الصحراوي المغربي، والنتائج التي توصل إليها المبعوث الأممي كريستوفر روس، وإن كان ذلك سيساهم في المضي في المسار الراهن للحل.