حذّرت منظمات وهيئات دولية، منها منظمة الأمم المتحذة للتغذية والزراعة والبنك الدولي من تبعات الارتفاع الكبير لأسعار المواد الغذائية، محذرة من بروز هاجس انتفاضات الجوع. واستنادا الى الإحصائيات المقدمة من قبل منظمة الأممالمتحدة للتغذية والزراعة ''الفاو''، فإن أسعار عدد من المواد الغذائية بلغت مستويات قياسية هي الأعلى منذ 2008، منها الحبوب والسكر وفي الوقت الذي لم تبرز فيه مؤشرات عن حدوث ندرة أو نقص كبير في هذه المواد، إلا أن مخاطر التضخم تدفع إلى بروز مخاوف من انتفاضات وثورات كما حدث في موزمبيق والجزائر. ونبّهت المنظمة الدولية إلى أن ارتفاع الأسعار تزامن مع تقلبات مناخية، سواء البرد أو الجفاف أثّرت على الأسعار مثلما حدث في روسيا وأوكرانيا وكازاخستان بالنسبة للحبوب. هذا العامل كان مؤثرا أيضا في الولاياتالمتحدة وكندا وساهم في تراجع العرض حسب السيد فيليب كريفيل المستشار الاقتصادي لمجموعة جينيرالي. هذا الأخير كشف أن هنالك من الدول من لجأ الى المخزون لسد الحاجيات في موسم الشتاء. إلا أن الخبير شدد على أن المضاربة على المواد الغذائية تلعب دورا مؤثرا جدا بالنسبة لمواد مثل السكر والحبوب وهذه المضاربة تساهم في إثارة الضغوط الاجتماعية. وحذّر الخبير الاقتصادي لدى منظمة الأممالمتحدة للتغذية والزراعة عبد الرضى عباسيان في تصريح لوكالة رويترز للأنباء، من إمكانية تسجيل الأسعار لارتفاع أهم بالنسبة للحبوب مع الجفاف الذي تشهده الأرجنتين وتضرر المحاصيل في العديد من بلدان الشمال. بالمقابل لاحظت المنظمات الدولية أن محاصيل إفريقيا وعلى عكس سنة 2008 كانت جيدة، مما يطرح تساؤلات أيضا عن عجز هذه الدول في ضمان التوازن بين عرض متوفر نظريا وطلب مستقر نسبيا. إلا أن ضعف شبكات وقنوات التوزيع وسيادة المضاربة في هذه الدول التي تعرف ضعفا في تنظيم وهيكلة أسواقها الداخلية وسيادة الأسواق الموازية، لم تسمح لها الاستفادة من هذه الوفرة بصورة مثلى.