تختتم اليوم بالعاصمة الايطالية روما قمة منظمة الأغذية والزراعة "فاو" الأممية لاحتواء أزمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الأسواق الدولية بتبني خطة عمل لإنقاذ العالم من هذه الأزمة التي تهدد الملايين من البشر في الجزء الجنوبي منه.وفي هذا السياق وقعت أمس ثلاث وكالات تابعة لمنظمة الأممالمتحدة وهي منظمة الأغذية والزراعة "فاو" ومنظمة التغذية والتنمية الزراعية " فيدا" وبرنامج الأغذية العالمي " بام" مع التحالف من اجل ثورة خضراء في إفريقيا على شراكة لمساعدة المستثمرين الزراعيين الصغار في إفريقيا بهدف دعم الإنتاج الزراعي في هذه القارة التي تعاني معظم شعوبها من الانعكاسات الخطيرة لارتفاع أسعار المواد الغذائية في الأسواق العالمية. واعتبر كوفي عنان الأمين الأممي السابق أن هذه الشراكة الأولى من نوعها تأتي ضمن مقاربة جديدة لإحداث ثورة خضراء في إفريقيا. وقال عنان أن القارة السمراء تعاني من غياب الترسانة القانونية اللازمة لتنظيم المجال الزراعي. وخلص الأمين الأممي السابق إلى أن هذه الشراكة من شانها فتح مرحلة جديدة تقوم أساسا على تغيير الإنتاج الزراعي في اسرع وقت ممكن وتمكين شعوب المعمورة من الحصول على ما يكفيهم من المواد الغذائية. وفي هذا السياق أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أمس عزمه التبرع بمبلغ 2ر1 مليار دولار لتقديم مساعدات غذائية للدول الستين الأكثر تضررا من ارتفاع أسعار الغذاء في العالم. وحذرت زيت شيران المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي في خطاب وجهته إلى الوفود المشاركة في مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" من أن أعداد الأشخاص الذين يلقون حتفهم في العالم بسبب الفقر قد يتضاعف في حال عدم اتخاذ المجتمع الدولي إجراءات فورية للحيلولة دون حدوث ذلك. وتميز اليوم الأول من قمة الفاو بتوجيه المشاركين اتهامات ساقها أغنياء العالم وفقرائه على السواء للاخر محملين اياه مسؤولية الارتفاع الفاحش للمواد الغذائية الذي أصبح يهدد الاقتصاد العالمي من كساد حقيقي يدفع ثمنه الشعوب الفقيرة في هذا العالم. ولكن الأمين العام الأممي الذي يدرك جيدا خطورة هذه الأزمة والتحديات الكبيرة التي تنتظر المنظمة الأممية لاحتواء الوضع خاصة وان القضاء على هذه الأزمة يتطلب من 15 مليار إلى 20 مليار دولار سنويا رفع التحدي بعدما قال انه لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بالفشل في المعركة ضد الأزمة الغذائية. ودعا الأمين العام الأممي في اليوم الثاني من القمة الجميع إلى التحرك بشكل عاجل لوضع خطة عمل لإنقاذ الملايين من الأفواه الجائعة في هذا العالم والتي لا تحتمل المزيد من الانتظار والفقر يقتل يوميا المئات منهم. كما دعا المجتمعين في روما إلى إصدار تعهد في ختام قمتهم يلتزمون بتطبيقه بشكل عاجل لمكافحة الفقر بالاشتراك مع الدول ومنظمات المجتمع المدني. ويبدو أن بان كي مون لم يكن الوحيد الذي رفع التحدي للقضاء على أزمة الغذاء في العالم بعدما أبدى منسق الخلية الخاصة حول الأزمة الغذائية للأمم المتحدة جون هولمز تفاؤله حول الفرص الممكنة للوصول إلى حلول بخصوص الارتفاع الفاحش لأسعار المواد الغذائية في الأسواق الدولية من منطلق أن هناك إجماع كبير بين الدول للحد من هذا الارتفاع. وأعلن المسؤول الأممي بأن نظرة أولية حول وضع إطار عمل عام قد تم تحديدها من قبل هذه الخلية وستكون جاهزة نهاية الشهر الجاري ليتم عرضها على مجموعة الثمانية الكبار في قمتهم المنتظر عقدها شهر جويلية المقبل باليابان. وتختتم منظمة الأغذية والزراعة اليوم قمتها التي بدأت أشغالها أول أمس والتي يشارك فيها 40 من قادة وزعماء العالم ووزراء وممثلي الدول الأعضاء بالمنظمة والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وممثلي المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية.